لكل نجاح وصفة. ووصفة تألق فاطمة سعيد السوبرانو المصرية التي تربعت على عرش الموسيقى الكلاسيكية في ألمانيا تتلخص في حب ما تقوم به من عمل إبداعي، وعدم الاستسلام والرضوخ للهزيمة.
برنامج "نجاحهن" على "سكاي نيوز عربية" سلط الضوء على هذه التجربة الموسيقية الشبابية في المهجر كعنوان للتفوق والإصرار.
لم تكن فاطمة سعيد تفكر يوما في التوجه إلى عالم الموسيقى وطرق بابا الأوتار والألحان الكلاسيكية خاصة، فبيئتها الأسرية ومحيطها عموما لم يغرسوا فيها سوى قناعة واحدة أفادتها جدا في قصة نجاحها، وزارعها الحقيقي والدها، ومفادها أن لا تدرس إلا تخصصا تحبه.
مشوار التألق
تحس فاطمة سعيد، بالسعادة تملئها وبالقوة والقدرة على إيجاد نفسها إذا وجد تلك الألحان والأصوات الموسيقية الكلاسيكية تسرى في وجدانها وتتردد في أرجاء مشاعرها، ففاطمة اكتشفت حب الموسيقى بداخلها صدفة وتعرفت على موهبتها أيضا صدفة.
وكانت هذه الصدفة خير ميعاد لها مع قصة نجاحها في عوالم الموسيقى الكلاسيكية.
تحكي فاطمة قصة نجاحها قائلة: "كانت بدايتي في مشواري كمغنية أوبرا، في عمر 13، عندما كان هناك اختبار في جزء السولو في الكورال، فطلب أستاذ الموسيقى من الراغبين بالإلتحاق بهذه الحصة التي تدوم مدة ساعتين، الانضمام إليها والمشاركة في أنشطة عدة ستحتوي العزف مع إمكانية السماع لصوت كل مشارك على حدة".
ثم واصلت فاطمة مفصلة "لن أنسى ما حييت هذا اليوم، فهذا اليوم وافق أول مرة قررت فيها الغناء، وكنت شديدة الارتباك والخوف، يومها اتخذت قراري دون الرجوع لأحد حيث قرأت ورقة حدد عليها موعد ومكان هذه المشاركة الموسيقية إلتحقت بها".
وبينت فاطمة سعيد أنها لم تجد تشجيعا في بداياتها على دخول عالم الموسيقى ودراسة الغناء الأوبرالي، حيث قالت "سخر مني البعض واعتبر البعض الآخر أن التحاقي بهذا المجال شماعة أعلق عليها إخفاقي في مواد أخرى، ولم يتحمس أحد لقراري، وقد أغمضت عيناي على كل هذه المعارضات والتحقت بدراسة الغناء الأوبرالي في ألمانيا، ليس لأن الناس تحب هذا النوع من الموسيقى الكلاسيكية بل لأني اكتشفت شغفا كبيرا بداخلي نحو هذا العالم المليء بالألحان".
وهنا ذكرت فاطمة "تركت عالمي في مصر وسافرت لألمانيا، حيث ليس هناك لي أي أصدقاء والتحقت بجامعة الموسيقى هناك لأدرس في مجال أجهله كليا، كانت الصورة ضبابية جدا بالنسبة جدا، حيث يوجد في هذه الكلية 700 طالب وهم إما مغنين أو يدرسون قيادة الأوركسترا، لم أكل أعرف ما ينتظروني في هذا العالم الجديد".
كفاح وإصرار
لم تستسلم فاطمة لكل هذه الظروف ودخلت هذا المجال وخطفت الأضواء نحوها، حيث قالت "حصلت على جائزة الأوفوس كلاسك التي كانت مهمة في حياتي وكانت تتويجا لتجربتي في أول ألبوم لي بعنوان النور، وهي تماما مثل الأوسكار إذا مثل عملك انجازا، وقد سعدت كثيرا بهذه الجائزة وكانت وشرفا كبير جدا لي".
وقالت فاطمة أن الجمهور لا يرى مقدار التعب والتضحية الكبيرة التي نقدمها لنكون مبدعين ومتألقين، حيث ذكرت "أحيانا أضطر لقطع أميال وأميال مسافرة لأقابل أستاذ موسيقى للظفر بنصيحة أو ملا حظة ما أو التمرن على دور معين وأحيانا أكون مرهقة أومريضة، ورغم ذلك نتمسك بحب العطاء والتألق من أجل الإستمرار".
ونصحت فاطمة كل الشباب بدراسة أي تخصص يحبونه وأن لا يستسلموا للضغوط التي تحاول أن تثنيهم على حلم هم يرون أنهم سيكونون جدرين به ومبدعون فيه.