تلقى قطاع السياحة في إقليم كردستان، شمالي العراق، الخميس، صدمة بسقوط إحدى الألعاب في مدينة ترفيهية بمحافظة السليمانية، وتعرض ركابها للإصابة، ما يثير القلق على أحد أهم مصادر دخل الإقليم بعد النفط.
ويقول ضباط في الشرطة المحلية لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "بلاغات وردت إلى قسم الشرطة، تفيد بسقوط لعبة على متنها نحو 23 شخصا، ليتبين لاحقا أنها (سفينة نوح)، ما أدى لإصابة 14 شخصا، بينهم 4 أطفال".
ويضيف ضابط الشرطة الذي رفض الكشف عن اسمه أنه "تم فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الواقعة، مع استدعاء صاحب مدينة الألعاب للوقوف على طبيعة الأمر".
وكانت الأجواء هادئة في مدينة السليمانية التي تكتظ أماكن الترفيه فيها عادة في الصيف بالأطفال وعائلاتهم من كافة أنحاء العراق، حتى بدأ الصراخ ينبعث من موقع اللعبة المشهورة "سفينة نوح"، ليتجه الجميع إليها، وهم في حالة من الهلع، وفق شاهد عيان.
ويروي الشاهد ريبر أحمدي، لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الحادثة حصلت فجأة، حيث سقطت اللعبة إلى الأرض، وأصبح عدد من الركاب تحتها، فيما بدأ الأطفال بالصراخ بقوة، حتى وصلت فرق الإنقاذ، وبمشاركة من الحاضرين، تم تطويق الموقف".
ويلفت إلى أن "ما حصل شكل عامل قلق لدى الجميع، وبدأ بعضهم بالحديث عن عدم عودته إلى المدينة مرة أخرى".
وشوهد عشرات الأشخاص يحيطون باللعبة الساقطة على الأرض لإنقاذ الضحايا الذين علقوا في داخلها ومن تحتها، وسط حالة من الذهول والخوف من حصول وفيات.
وتشير الجهات الصحية إلى وصول 14 مصابا إلى مستشفى مدينة رابرين لتلقي العلاج، فيما غادر بعضهم المستشفى بعد الاطمئنان على صحته.
وبحسب مدير المستشفى فإن "الحالة الصحية للمصابين مستقرة، 4 منهم فقط لديهم كسور في أرجلهم، ولا يزالون في المستشفى".
وفيما يتعلق بعمر المصابين ونقلهم للمستشفى، يقول الدكتور ديار من إدارة المستشفى، لوسائل إعلام كردية: "تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و23 عاما".
ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية المحلية عن مدير مدينة الألعاب، شاخوان نجاة قوله: "ليس من الواضح لماذا سقطت اللعبة، ولكن هناك كاميرات مراقبة سنشغلها لمعرفة السبب".
ضربات متتالية
وتمس الحادثة بعدا اقتصاديا يخص قطاع السياحة الذي يعد مصدر دخل حيوي لإقليم كردستان، خاصة وأنه تعرَّض لضربات متلاحقة، آخرها قبل أيام حين قصفت طائرات قالت الحكومة العراقية إنها تركية، منتجعا للمصطافين في محافظة دهوك، وهو ما بطَّا تدفق السياح إلى هناك.
ويتميز إقليم كردستان بمرتفعات وأماكن خضراء جذابة، ومدن مميزة للألعاب، ومناخ جذاب صيفا وشتاء.
ولم يتم التعرف فورا على هوية المصابين، وفيما إذا كانو من السكان المحليين، أم قادمين من العاصمة بغداد، أو من جنوبي البلاد الذين يفضل بعضهم قضاء العطلات في كردستان هربا من حرارة الشمس وقسوة الطبيعة.
ودرجات الحرارة تقل كلما تم الاتجاه لشمال العراق؛ حيث تقل في السليمانية على سبيل المثال عن بغداد والجنوب، بنحو 5- 8 درجات، فضلا عن توفر الطاقة الكهربائية بشكل مستمر، فيما تعاني معظم أنحاء العراق الأخرى من انقطاع الكهرباء؛ ما يفاقم مشكلات الحرارة المرتقعة.
والأيام الأخيرة تعرضت بغداد ومعظم المحافظات لأزمة طاقة رهيبة، تسببت بتوقف أغلب محطات توليد الكهرباء، ما انعكس سريعا على محطات تحلية المياه، والمصالح العامة، في ظل عدم قدرة مولدات الكهرباء المحلية على تغطية النقص، ولجأ الكثير من السكان لشراء الثلج لتعويض توقف تشغيل الثلاجات وأجهزة التبريد.