توفي 8 أشخاص وأصيب 21 آخرين، الأحد، في حادث مروع لاصطدام سيارة نقل كانت تقل عمالا، مع سيارة نقل أخرى، في محافظة المنيا، بوسط مصر.
وفيما تشير الإحصاءات الرسمية لتراجع عدد الحوادث والإصابات الناجمة عنها في مصر خلال الأشهر الأخيرة، يرى خبراء أنه رغم هذا التراجع، فقد زاد معدل "الحوادث الجسيمة"، أي التي ينجم عنها عدد كبير من الوفيات، نتيجة الأخطاء البشرية، خاصة التهور في السرعة.
وعلى الفور، بدأت التحقيقات في النيابة العامة حول سبب وقوع الحادث على طريق سمالوط السريع، بعد نقل المصابين للعلاج والجثث للمشرحة.
ويأتي هذا الحادث بعد يومين من تصادم سيارة أجرة "ميكروباص"، مع سيارة نصف نقل محملة بالمواشي، على الطريق الصحراوي الغربي في محافظة سوهاج جنوبي المنيا، نتيجة السرعة الزائدة من قائد السيارة الأولى، نتج عنه وفاة 17 شخصا وعدد من المصابين.
تراجع الحوادث وزيادة الخسائر
وتسعى الحكومة المصرية للحد من حوادث الطرق بعدد من الوسائل، من بينها عمل اختبارات للكشف عن تعاطي المخدرات لدى السائقين، للحد من تأثيرها عليهم خلال القيادة، وإصلاح الطرق غير الممهدة جيدا، وإنشاء مزيد من الطرق والجسور لتفادي الحوادث الناجمة عن الازدحامات المرورية، وتحديد أوقات ومسارات لسيارات البضائع الكبيرة.
ووفق تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر في يوليو المنصرم، عن حوادث الطرق في مصر لعام 2021، فإن ذلك العام شهد تراجعا في إصابات حوادث الطرق إلى 51511 إصابة، مقابل 56789 إصابة عام 2020، بنسبة انخفاض 9.3 بالمئة.
وبشأن أسباب حوادث الطرق، قال المدير التنفيذي للمجمعة المصرية للتأمين الإجباري على المركبات، إبراهيم لبيب، في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه من خلال رصد البيانات تبيّن أن "ما بين 85 إلى 90 في المئة من الحوادث في مصر سببها أخطاء بشرية، مثل السرعة الزائدة أو السير في الاتجاه المعاكس".
وبحسب لبيب، فإنه "رغم أن الطرقات في مصر تمت توسعتها لتتوافق مع معايير السلامة العالمية، فإن ما حصل هو أن هذه الطرق فتحت شهية السائقين على السرعة".
وبالأرقام، فإن عدد حوادث السير في مصر تراجع من 8 آلاف حادث في 2016 إلى 6 آلاف في عام 2021، لكن الأضرار ازدادت، حيث أن عدد الحوادث "فوق الجسيمة"، أي التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 5 وفيات، والتي حصلت في مصر خلال 2021 والنصف الأول من 2022، قاربت الـ 400 حادث، نتج عنها 1500 وفاة ونحو 830 إصابة، وفق المتحدث ذاته.
وبشكل عام، تقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك "علاقة مباشرة بين الزيادة في متوسط السرعة واحتمالات وقوع الحوادث"، حيث أن زيادة قدرها 1 كيلومتر في الساعة بسرعة المركبة، تؤدي لزيادة نسبتها 4 في المئة بإمكانية التعرض لحادث مميت.