يتمنى المخرج المصري محمد دياب، عرض الحلقة الأخيرة من مسلسله Moon Knight من إنتاج شركة "مارفل" العالمية في منطقة أهرامات الجيزة بحضور أبطال العمل، مؤكدا أن الأحداث تحمل مفاجأة سارة وغير متوقعة للمصريين.
وتحدث أول مخرج مصري في هوليوود لموقع "سكاي نيوز عربية" عن كواليس تعاونه مع "مارفل" ومشاعره في اليوم الأول لتصوير المسلسل الأميركي، وكيفية التعامل مع النجوم مثل أوسكار إيزاك وإيثان هوك، فضلا عن أسباب استعانته بفنانين مصريين وسر الحلقة الأخيرة من العمل.
وMoon Knight أو "فارس القمر" هو العمل الجديد لـ"مارفل"، وتدور أحداثه حول ستيفن غانت الذي يحصل على صلاحيات "إله القمر" عند المصريين القدماء، وسرعان ما يكتشف أن هذه القوى يمكن أن تكون نعمة ونقمة في الوقت نفسه لحياته غير المستقرة.
وذاع صيت أحدث إنتاجات "مارفل" داخل الشرق الأوسط خاصة مصر، نظرا لقيادة دياب للعمل، فضلا عن ظهور عدد من الفنانين المصريين في المسلسل، بجانب الاستعانة بأغاني مطربين عرب مثل وردة وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وأحمد سعد ومغني المهرجانات "عنبة".
ويوضح دياب أن الحلقة السادسة الأخيرة من العمل "ستُحدث ضجة هائلة"، ويقول عن ذلك لموقع "سكاي نيوز عربية": "أعتقد أنها ستحمل دعاية كبيرة لمصر شبيهة بما جرى في موكب المومياوات الملكية خلال العام الماضي. هناك اهتمام بالغ في العالم بما تقدمه مارفل، والقاهرة تظهر بصورة مميزة في المسلسل".
ويتذكر المخرج المصري أول يوم تصوير في "فارس القمر" موضحا: "خلال الساعات الأولى خلف الكاميرا كانت مشاعري مختلطة ما بين القلق والرغبة في إثبات نفسي. هذه الأفكار راودتني في أعمالي الأخرى، لكن مع انتهاء اليوم الأول شعرت بالسعادة لخروج التصوير بأفضل طريقة ممكنة".
ويملك دياب في رصيده أعمالا فنية بارزة كمؤلف، مثل "الجزيرة" و"ديكور" و"أحلام حقيقية" و"طايع"، وأفلاما متميزة حظيت بإشادات نقدية محلية ودولية من بينها "678" و"اشتباك" الذي عُرض في قسم "نظرة خاصة" بمهرجان كان السينمائي عام 2016، كما اختير عضوا دائما في لجنة تحكيم جوائز الأوسكار عام 2017.
ويضيف دياب: "منذ اختياري كمخرج أساسي لمسلسل Moon Knight كان لدي تحد خاص بأن أصنع أفضل عمل لمارفل، وأبلغت رئيس الشركة بذلك، وسعيد أن الشركة تشير إلى ذلك في دعايتها للحلقات".
ويتابع المخرج المصري العالمي: "توقعت إعجاب الجمهور في العالم بالمسلسل، لكن أعتبر ردود الفعل الواسعة في مصر أكبر هدية بالنسبة لي، وأشعر بالسعادة لأن مصر ظهرت بصورتها الحقيقة، لا دولة من العصور الوسطى كما تبدو في أعمال أجنبية أخرى".
ويسترسل دياب: "حاولنا التعبير عن ثقافة مصر في كافة العناصر، لذلك اعتمدنا على فنانين كبار مثل هشام نزيه الذي وضع موسيقى عظيمة للعمل، والمونتاج الرائع لأحمد حافظ، والتواجد المثمر لمهندس الديكور علي حسام، ومصممة الأزياء ريم العدل. هؤلاء منحونا صوت وهوية القاهرة".
ويردف مخرج "فارس القمر": "قررنا أيضا مشاركة ممثلين من مصر لخروج اللكنة بطريقة صحيحة، واختارت شريكتي في العمل سارة جوهر أغاني مصرية متنوعة تعبر عن تراثنا وثقافتنا وفننا".
وأشار إلى "لحظة تاريخية"، عند موافقة مارفل على وضع أغنية "بتونس بيك" للفنانة الجزائرية الراحلة وردة في مقدمة المسلسل.
وينوه دياب إلى إعجاب رئيس شركة "مارفل" بصوت وردة، فضلا عن أغنية "الملوك"، مشيرا إلى اهتمام الجمهور الغربي بتلك الأغاني عقب عرضها في الحلقات الأولى من "فارس القمر"، وتحولها إلى الأكثر استماعا في الولايات المتحدة خلال ساعات قليلة.
وعن أبرز التحديات التي واجهته يقول: "في أعمالي السابقة لم أتناول مساحات مثل الرعب والحركة والكوميديا. هذه مناطق جديدة لم أتطرق إليها من قبل. دفعني هذا للمذاكرة والاجتهاد والحرص على خروج المشاهد بشكل مميز".
ويشير المخرج المصري إلى تكاتف أبطال العمل خلال التصوير، مشددا على أن البطلين "إيزاك وهوك رفضا المسلسل في البداية تخوفا من اقتصاره على مشاهد الحركة، فقط لكن عند رؤيتهما أفلامي وافقا وكان لديهما حماس بالغ تجاه المشروع".
وفي عدد كبير من أعماله، تعاون دياب مع أخويه خالد وشيرين دياب، ولن تتوقف هذه التوأمة الفنية وفقا لحديثه، مؤكدا على وجود مشروعات مشتركة جديدة يجري العمل على تنفيذها في الولايات المتحدة.
ويختتم دياب حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" عن خطواته المقبلة، قائلا: "لديّ رغبة في تصوير مشروع جديد في هوليوود. هناك عمل فني مع شريكتي سارة جوهر وبعدها أنوي العودة إلى القاهرة لتصوير فيلم مصري، لأن الثقافة المصرية هي صوتي الحقيقي".