وثقت الحلقة الثامنة من مسلسل "الاختيار 3"، تسجيل جلسة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع، والمشير حسين طنطاوي، والرئيس الإخواني محمد مرسي، هدد خلالها الأخير بحرق البلاد ردًّا على احتمال خسارته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2012.
وعرض التسجيل، الذي أثار حالة مِن الجدل وردود الفعل الغاضبة بشكل واسع، جلسة سرية بين الثلاثة بهدف الترتيب للفترة ما بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ويظهر التسجيل المسرّب بالصوت والصورة محاولة مرسي جعل الاجتماع مع المشير مُنفردًا، إلا أن الأخير يؤكد أن السيسي مثل ابنه ووجوده ضروري، وبعدها تُعرض مَشاهد حقيقية من هذا الاجتماع وحديث المشير مع مرسي عن السيسي، بأنّه يستطيع تحمّل مسؤولية دولة بأكملها.
وعرضت الحلقة فيديو مِن اللقاء الحقيقي بين المشير ومحمد مرسي في حضور السيسي، الذي كشف عن العديد من الأمور الخطيرة، منها أن المشير طنطاوي حذر مرسي بأنه إذا حدث وقامت جهة بإضرام النار في البلد "هتبقى مصيبة"، ولا داعي لمثل هذه التصرفات، ويرد مرسي بأن ما يحدُث شعور تلقائي شعبي وليس مخططًا له، ليقاطعه المشير طنطاوي بأن هناك تخطيطًا بالفعل.
وخلال التسجيل، يعترف مرسي بمسؤولية الإخوان عن إحداث الشغب، قائلًا: "النتيجة (يقصد نتيجة الانتخابات) لا تتغير، وإذا حدث ذلك، ليس لها من دون الله كاشفة، والموجة الموجودة هي موجة إضرام النيران، لمن يقدر المسؤولية".
ويطلب مرسي من طنطاوي انعقاد مجلس الشعب، ليردّ طنطاوي بالرفض، قائلًا: "أنا أصارحك القول، هل أنا أقدر أعمل حاجة دلوقتي في مجلس الشعب! ليرد مرسي بـ’نعم‘ حضرتك تقدر تلغي القرار"، ويجيب طنطاوي: "لأ أنا ماقدرش ألغي القرار، وليس من سلطتي ألغي القرار، ويرد مرسي: ’حضرتك اللي أصدرت القرار، ليجيب طنطاوي بأنه قرار محكمة‘".
ويصف الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، سامح فايز، التسجيل بأنه "أخطر" اعتراف إخواني بالمسؤولية عن مخططات الفوضى التي اجتاحت البلاد في أعقاب سقوط الجماعة الإرهابية عن الحكم إثر ثورة 30 يونيو 2013.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول فايز إنه التسجيل الأول من نوعه الذي يظهر فيه أحد أكبر القيادات في الجماعة الإرهابية ومرشحها للرئاسة المصرية، ويتحدث بشكلٍ صريحٍ عن المخطط الذي سينفّذه التنظيم في حال عدم فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الإعادة بينه وبين الفريق أحمد شفيق.
ويوضّح فايز أن التسجيل يُظهر تهديدًا مباشرًا من الإخوان بحرق البلد إذا لم يحصلوا على السلطة، وهو المبدأ الراسخ لدى التنظيم الإخواني الذي لا يهتم لأي اعتبارات قومية أو وطنية، ولا يتعامل سوى مع مصلحته وأجندته فقط، ويُحاول تحقيقها حتى لو اضطر لإثارة حرب أهلية لهدم البلاد لصالح مشروعه.
ويشير فايز إلى أهمية الدور الذي لعبته مؤسسات الدولة المصرية، وفي مقدمتها الجيش المصري لصد هذا المخطط، مؤكدًا أن الدولة نجحت في إحباطه والقضاء عليه، وأن الشعب المصري يلتف حول دولته ومؤسساتها، وهناك حالة رفض شعبي غير مسبوقةٍ للإخوان خاصة بعد تكشف جرائمهم.