لعل من أكثر المشاهد الرمضانية لفتا للأنظار في العراق وإقليم كردستان خاصة، هو اصطفاف طوابير الصائمين أمام محلات بيع عصير الزبيب أو شربت الزبيب باللهجة العامية العراقية.
حيث يتربع هذا المشروب على قمة هرم المائدة الرمضانية في بلاد الرافدين، والتي لا تكتمل بدون حضوره، فبعد ساعات طويلة من الصوم عن الطعام والشراب، فإن شربت الزبيب يكاد يكون أكثر اقبالا عليه حتى من الماء.
وما يزيد من شعبيةشربت الزبيب في رمضان، هو أنه يصنع من الزبيب المجفف من العنب المنتج في إقليم كردستان العراق، والذي يمتاز بجودته وطزاجته وبمذاقه الشهي.
ولعل اللافت أن أكثر محلات بيعشراب الزبيب هي في غالبها دكاكين صغيرة تقع في الأسواق الشعبية، كما هي الحال في بازار مدينة السليمانية الرئيسي، بشارع مولوي حيث يتزاحم عشرات الناس أمام أبوابها الصغيرة قبل ساعات من موعد آذان المغرب، ينتظرون دورهم لشراء هذا الشراب الذي يعد من أبرز الرموز الرمضانية في العراق.
تقول فاطمة خان، وهي ربة منزل عراقية، في حديث لـ "سكاي نيوز عربية":” هذا هو مشروبنا التقليدي الذي لا غنى عنه، ورغم أن بعض الشباب والصغار في السن، يحاولون التنويع في المشروبات الرمضانية والتوجه نحو عصائر أخرى بديلة عنه، لكن شربت الزبيب يبقى بلا منافس في سفر العوائل العراقية خلال الشهر الفضيل”.
وتضيف:” حتى أن بعض الأطفال لا يستسيغونه لكن الكبار بشكل عام يقبلون عليه بنهم، كونه بات جزءا من ذكرياتهم الرمضانية ومن جمعاتهم العائلية ومع الأصدقاء خلال موائد رمضان وسهراته”.
بدوره يقول الطبيب، زامو بختيار، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية":” العصائر الطبيعية هي مفيدة ولا شك للجسم خاصة وأنها تمده بالطاقة بعد ساعات طويلة من الصيام، لكن الاكثار منها مضر وبصورة عامة فإن تناول الفواكه دون عصر هو أكثر منفعة”.
ويتابع:” يبقى الاعتدال هو المهم هنا، عبر استهلاك هكذا مشروبات وعصائر بتوازن ودون إسراف، وبما يمنح الجسم فوائدها دون الحاق الضرر به”.
والأهم، يضيف:” أن يكون مصدرها من محلات ومطاعم مستوفية للشروط الصحية وتلتزم بطرق اعدادها التقليدية والطبيعية لا أن تقوم بإضافة ملونات ونكهات صناعية لها”.