يشهد شهر رمضان الذي يحل بعد أكثر قليلا من شهرين، منافسة قوية بين المسلسلات المصرية، خصوصا تلك التي باتت تعرف باسم "دراما الأجزاء".
ودراما الأجزاء تعني طرح عدة أجزاء من مسلسل واحد لعدة مواسم، حيث يعتمد صناع العمل على نجاح الأجزاء الأولى لبناء قاعدة جماهيرية تنطلق منها الأجزاء التالية.
ولعل من أبرز أعمال دراما الأجزاء مؤخرا، مسلسل "الاختيار" الذي حقق نجاحا كبيرا بجزءيه الأول والثاني، مع اقتراب طرح الجزء الثالث في رمضان 2022.
كما قرر فريق عمل مسلسل "هجمة مرتدة" أن يقدم الجزء الثاني في رمضان المقبل، حيث يلعب دور البطولة أمير كرارة بدلا من أحمد عز، مع هند صبري.
واستغل حمادة هلال نجاح الجزء الأول من مسلسل "المداح"، وقرر أن يقدم جزءا ثانيا من العمل بمشاركة هبة مجدي بدلا من نسرين طافش.
أما أحمد مكي فيعود لتقديم جزء سادس من مسلسل "الكبير قوي"، لكن من دون أبطاله السابقين مع الاعتماد على نجوم جدد.
كما تعود داليا البحيري بجزء آخر من "يوميات زوجة مفروسة" مع نفس فريق العمل، بمشاركة خالد سرحان ومروة عبد المنعم.
النجاح والفشل
ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، أن فكرة دراما الأجزاء يمكن أن تنجح عندما يكون العمل قائما على حقب تاريخية أو أوقات متتالية، مثل مسلسل "ليالي الحلمية" الذي يمتد لفترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، وبالتالي حقق نجاحا كبيرا خلال أجزائه المختلفة.
وأضاف سعد الدين في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "هناك أعمال فنية تحمل نفس الاسم، لكنها تعد ملحمية وكل جزء لها يناقش موضوعا مختلفا".
وأشار في حديثه إلى مسلسل "الاختيار" الذي تحمل أجزاؤه نفس الاسم، واصفا إياه بـ"ملاحم مختلفة يناقش كل جزء منها موضوعا محددا"، موضحا أن الأمر ذاته ينطبق على مسلسل "هجمة مرتدة" الذي يتناول عملية استخباراتية منقسمة إلى جزءين.
لكن سعد الدين انتقد استغلال نجاح الجزء الأول لعمل ما من أجل إنتاج جزء ثان، واصفا إياه بـ"الخطأ الكبير".
وبرر رأيه قائلا: "الجزء الثاني من المسلسل سيأخذ من نجاح الجزء الأول"، مستشهدا بمسلسل "الكبير قوي"، الذي "حقق الجزء الأول منه نجاحا كبيرا، وبعد ذلك بدأ العمل في التراجع لأنه لم يقدم جديدا، فكان تكرارا لما سبق" على حد تعبيره.
وختم سعد الدين حديثه قائلا: "على صناع العمل قبل أن يقرروا إنتاج جزء ثان، طرح التساؤل حول احتمالية نجاحه، وعدم استغلال نجاح الجزء الأول لأن ذلك سيقلل من قيمة العمل ككل".