مهمة ذات طابع خاص أوكلت إلى قوة من الجيش الوطني الليبي، وهي إنقاذ سلالات نادرة من حيوانات تعيش في الصحاري الشاسعة جنوب البلاد، وأصبح الكثير منها مهددا بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
وأصدرت القيادة العامة للجيش تعليمات إلى قوة الدوريات الصحراوي باللواء 128 المعزز لمجابهة تلك الظاهرة، حفاظا على الحياة البرية والحيوانات التي تجوب المناطق بين ليبيا ودول الجوار "تشاد والنيجر والسودان".
وأكد بيان للجيش أن القوات المسلحة ستوقف الأشخاص المتورطين في عمليات الصيد الجائر، أيا كانوا، وستحيلهم إلى الجهات القانونية المختصة، مع مصادرة سياراتهم ومعدات الصيد.
وأضاف البيان أن هذه الحملة ستستهدف حماية الحيوانات من الانقراض، والمحافظة على جنسها خصوصا، بعدما تعرضت له طيلة السنوات الماضية، والتي تعتبر عمليات إبادة وليس مجرد صيد مقنن.
حيوانات في "القائمة الحمراء"
تواصلنا مع الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية التي أوضحت أن هناك خمس سلالات على الأقل، مسجلة ضمن القائمة الحمراء، أي المعرضة للانقراض، والتي تعيش في صحاري البلاد وهي "الشاهين (الصقر) الليبي، والفنك والودان والغزال والحباري"، بالإضافة إلى حيوانات أخرى ليست أكثر حظا وهي "الأرانب والضب والحجل".
واستندت الجمعية إلى ما ذكره الرحالة محمد بن سليمان سيف النصر عن الحياة البرية في الصحراء الليبة، وذلك حين قطعها في سفره العام 1842 من طرابلس وحتى العاصمة المصرية القاهرة، ورصد حينها حيوانات اختفت الآن وهي "النعام، وكان آخر ظهورها في العام 1941 بوادي المرا جنوب الجبل الأخضر، والصل وشوهد للمرة الأخيرة في العام 1942، والبقر الوحشي الذي لم يعد له أثر بعد حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وأخيرا الفهد الذي سجل آخر ظهور له في العام 1990".
"السلالة" الأكثر عرضة للانقراض
وأوضح مدير مكتب الإعلام بالجمعية أحمد القايدي، أن حيوان ابن آوى معرّض للانقراض نهائيا في ليبيا، نتيجة الصيد الجائر والتمدد العمراني في الأماكن التي يعيش فيها، وصيد الفرائس التي يقتاتها.
وأضاف القايدي أن هناك خلطا لدى البعض الذين يعتقدون أن السلالة الموجودة في ليبيا من الذئاب، ولكنها إحدى فصائل ابن آوى التي كانت تعيش في منطقة سهل الجفارة، الممتدة من الحدود التونسية إلى منطقة القره بوللي وجهة سوق الخميس ومدينة الخمس.
كما أوضح القايدي أنه يوجد نوع آخر وهو الذئب الصحراوي، الذي يعيش في جنوب الجبل الأخضر، وجنوب جبل نفوسة وقرب الواحات الممتدة في الصحراء وقرب الماء، والذي أصبح وجوده بأعداد قليلة الآن هو أيضا.
عملية تطهير في الجنوب
ويتزامن هذا النشاط للجيش مع إطلاقه حملة عسكرية واسعة جنوب البلاد، هي الأولى في العام الجديد، مستهدفة طرد التنظيمات الإرهابية وعصابات المخدرات والتهريب والهجرة السرية، التي تتخذ من المنطقة ملاذا تنشر منه التطرف والإجرام في بقية ليبيا.
وقال آمر عمليات الجنوب آمر منطقة سبها العسكرية اللواء المبروك سحبان في تصريحات صحفية، إن قوات الجيش الوطني بدأت حملة عسكرية واسعة وشاملة في الجنوب لفرض الأمن، وإنها "تستهدف عصابات تمارس تجارة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية، فضلا عن مجموعات مسلحة تشن عمليات إرهابية على قوات الجيش"، وذلك كمرحلة أولى.
وبحسب سحبان، فإن المرحلة الثانية من الحملة ستتضمن محطات الوقود غير الشرعية، التي توزع الوقود المهرب بأسعار مرتفعة، خاصة أن عملية التوزيع في مستودع سبها النفطي للوقود غير عادلة لغياب الرقابة، و"هناك تلاعب كبير تشترك فيه محطات التوزيع وأطراف أخرى".