نجحت وزارة التعليم العالي المصرية، من خلال الجامعات والمؤسسات التعليمية، في محو أمية ما يقرب من ربع مليون مواطن، وذلك نظرا لما تحظى به قضية الأمية من أهمية خاصة من الحكومة المصرية.
ووضعت الدولة المصرية على رأس أولوياتها ضمن رؤيتها 2030، قضية الأمية بشقيها الهجائي والرقمي، من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
مصر بلا أمية
وشكّل المجلس الأعلى للجامعات المصري، برئاسة وزير التعليم العالي، خالد عبد الغفار، لجنة للإشراف على تنفيذ مشروع محو الأمية بالجامعات، برئاسة وزير التربية والتعليم السابق، الهلالي الشربيني، لتكون همزة الوصل بين الجامعات والمجلس ووزارة التعليم العالي.
وأشار تقرير لوزارة التعليم العالي، إلى تحقيق تقدم كبير في مواجهة مشكلة الأمية، وجاءت جامعة عين شمس في المركز الأول بمحو أمية 30 ألفا و568 مواطنا، تلتها جامعة المنيا بنحو 30 ألفا و484 مواطنا.
وأوصت اللجنة المشكلة بإضافة لائحة خاصة بكليات التربية، والتربية النوعية، والطفولة المبكرة، والتربية الرياضية، والدراسات العليا للتربية، ليقوم الطالب أثناء دراسته بالبكالوريوس أو بالدراسات العليا، بمحو أمية عدد معين من الأميين، على أن يكون ذلك شرطا للتخرج.
وشدد عبد الغفار، على ضرورة استغلال إمكانيات الجامعات المصرية، والاستفادة من قدراتها على محو الأمية وتعليم الكبار، مشيرا إلى ضرورة متابعة تنفيذ خطة الدولة لإعلان "مصر بلا أمية"، تحقيقًا لأهداف خطة التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).
وثمّن وزير التعليم العالي، نجاح الجامعات المصرية في محو أمية 230 ألفا و103 مواطنين خلال الفترة من أكتوبر 2019 إلى يوليو 2021؛ خاصة في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا. ومع تضاعف أعداد المسجلين من المواطنين تنبأ بنجاحات كبيرة ومتتالية في الأعوام القليلة المقبلة.
وتتعاون الجامعات المصرية مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، في إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، لمحو أمية المواطنين في قرى الريف المصري، مع تقديم كافة أوجه الدعم التي تحتاجها الجامعات؛ لتمكينها من القيام بدورها القومي في مواجهة هذا التحدي.
16 مليون أمّي
رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، عاشور العمري، قال إن الدولة المصرية بها أكثر من 16 مليون مواطن أمّي، مشددا على أن هناك "جهودا مكثفة بالتعاون مع الجامعات المصرية، من أجل الانتهاء من المشروع القومي (مصر بلا أمية)".
وأضاف في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه "خلال عام تم محو أمية أكثر من 120 ألف مواطن مصري، بالتعاون مع الجامعات".
وكشف رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، نجاح الهيئة بتعزيز بروتوكولات التعاون مع الوزارات والهيئات المختلفة منذ عام 2014، في محو أمية قرابة ربع مليون مواطن.
وأوضح أن الخطط المستقبلية للهيئة، تستهدف "توسيع أطر التعاون مع جميع الوزارات وشباب الأحزاب المصرية للمساهمة في المشروع القومي، والدور الفعال الذي من الممكن أن يقوم به طلاب الكليات التربية والآداب، خاصة بعد أن أصبح من ضمن شروط التخرج ضرورة محو أمية عدد من المواطنين".
وتحدث العامري عن الخطط المستهدفة، مؤكدا أن الهيئة تستهدف محو أمية مليون مواطن كل عام عن طريق الجامعات، بخلاف التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، في مبادرة "حياة كريمة"، ومحو أمية مليون مواطن في قرى الريف المصري.
"الإناث أكثر"
وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في سبتمبر من العام الجاري، تقريرا أعلن فيه انخفاض معدلات الأمية بنسبة 24.1 بالمئة في مصر خلال 30 عاما.
وبحسب التقرير، فإن معدلات الأمية (للأفراد 10 سنوات فأكثر)، انخفضت من 49,9 بالمئة عام 1986 إلى 25,8 بالمئة عام 2017، بمقدار 24,1 بالمئة، وانخفضت معدلات الأمية في الحضر عن الريف لتبلغ 17,7 بالمئة، 32,2 بالمئة على التوالي في تعداد 2017، مقارنة بمعدلات الأمية في الحضر 35,6 بالمئة، والريف 61,9 بالمئة تعداد 1986.
وأوضح أن أكثر الأميين من الإناث في تعدادي 1986 و2017، إذ بلغ معدل الأمية للذكور 37,6 بالمئة عام 1986 إلى 21,1 بالمئة عام 2017.
ويقابل هذا الرقم معدل الأمية للإناث 62,8 بالمئة إلى 30,8 بالمئة لنفس الفترة. وقد يرجع السبب في الانخفاض إلى العادات والتقاليد والمعتقدات بتزويج الفتيات في سن صغيرة وإبقائهن في المنزل.
وسجّل كبار السن، بحسب التقرير، أكثر من نصف الأميين؛ إذ سجلت الفئة العمرية (60 سنة فأكثر) أعلى نسبة بين الأميين، بنسبة 63,4 بالمئة، في حين سجلت الفئة العمرية (15- 24 سنة) حوالي 7 بالمئة، كأدنى نسبة بين الأميين.