انخرط عدد من الفنانين المغاربة في حملة خيرية تحت اسم "عتقني من الزنقة"، بمعنى "أنقذني من الشارع"، وهي حملة وضعت لَبِنَتها الأولى جمعية "جود" المتواجدة بالدار البيضاء، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسلطات بمختلف المدن المغربية.
المبادرة التي انطلقت في 22 سبتمبر واستمرت إلى الخامس من أكتوبر الجاري، كانت تهدف إلى جمع مليون درهم أي ما يربو عن 110 آلاف دولار أميركي، وهو السقف الذي تجاوزته المبادرة بتحصيلها لمبلغ أكبر بقليل.
وسيستفيد من هذا المشروع الخيري، خمسون شخصا من دون مأوى، وذلك من خلال مساعدتهم على إطلاق مشاريع وجبات خفيفة على دراجات ثلاثية العجلات للتحضير والبيع، كما سيتم دعم المعنيين بالأمر لمدة ثلاثة أشهر من خلال اكتراء مسكن وتجهيز العربات.
دعم فنانين للمبادرة
انخرط المخرج المغربي ادريس الروخ، وإلى جانبه مجموعة من الفنانين المغاربة، في هذه الحملة الخيرية، التي تهدف إلى جمع التبرعات من أجل مساعدة الأشخاص المشردين الذين يعيشون ظروفا قاسية بالشارع، لا سيما أن برودة الطقس أرخت بظلالها على المناخ في المملكة.
ونشر الروخ الحاصل على جائزة أفضل إخراج عن فيلمه جرادة مالحة في مهرجان الإسكندرية السينمائي، شريط فيديو قصير عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، جاء فيها: "لنفتح قلوبنا ونشارك في نجاح حملة التبرعات مع جمعية جود، فلنساهم بالقليل أو الكثير لضمان كرامة أناس حظهم قليل في الدنيا وأماهم كبير فينا."
وأضاف مخرج سلسلة "بنات العساس": هؤلاء أناس مثلنا، لا فرق بيننا. يجب على الجميع تقديم يد المساعدة لهم."
وإلى جانب الروخ، انضم الممثل والمخرج رشيد الوالي بدوره إلى هذه الحملة، حيث نشر مقطع فيديو قال فيه: "هل تريد المساهمة في مغرب أفضل؟ الأمر بسيط.. لنفتح قلوبنا ونساهم في جمع التبرعات لفائدة المشردين."
وتابع الممثل المغربي الشهير: "من منا لا يريد أن يستيقظ يوما ويجد حيه بدون مشردين، ليس لأنهم غادروا إلى حي آخر، بل لأنهم حصلوا على عمل يضمن لهم قوت يومهم وسقفا يحميهم."
كما دعت الممثلة فاطمة الزهراء ابراهيمي، المعروفة بـ"سنبلة" متابعيها إلى الانخراط في مبادرة انقاذ ساكني الشوارع.
ومن خلال شريط قصير نشرته على صفحتها بانستغرام، قالت ابراهيمي: "لننقذ معا الأشخاص بدون مأوى. وهذه المرة فإننا لن نعطيهم سمكة، بل سنعلمهم كيف يصطادونها."
مطاعم متنقلة
حسب القائمين على هذا العمل الخيري، فالهدف هو إدماج خمسين متشردا في المجتمع، عن طريق إطلاق مشاريع في مجال المطعمة تضمن لهم دخلا يضمن لهم الكرامة، وبفضل الفائض البسيط المحصل عليه، سيتم التكفل بثلاثة متشردين إضافيين، ليبلغ مجموع الأشخاص المعنيين 53.
وفي تصريح ل"سكاي نيوز عربية"، قالت هند العايدي رئيسة جمعية "جود" لمساعدة الأشخاص بدون مأوى، بأن مجهودات المحسنين مكنت من ادماج 426 شخصا في المجتمع وفي عالم الشغل، عن طريق فروع الجمعية المتواجدة بخمس مدن؛ الدار البيضاء والرباط ومراكش والجديدة وطنجة.
وعملت هند العايدي، لسنوات كسيدة أعمال، لتقرر في يوم من الأيام أن تترك عالم "الأعمال" من أجل خدمة المتشردين والعمل الجمعوي.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في المغرب أزيد من أربعة آلاف مشرد، منهم 250 طفلاً، يجوبون شوارع المملكة، وفق أرقام رسمية تعود لسنة 2018؛ في حين تقدر جمعيات مدنية عدد أطفال الشوارع بين 30 و50 ألف طفل، تختلف ظروفهم حسب مدن المكوث.
وفي مختلف مدن المغرب، يوجد متشردون بأعداد متفاوتة، وبأعمار مختلفة، تحاول جمعيات ومؤسسات حكومية توفير المأوى لهم، خصوصا في فصلي الخريف والشتاء، حيث يسجل المحرار درجات حرارة منخفضة، لكن ذلك يظل غير كاف أمام العدد الكبير المنتشر من هذه الفئة من المواطنين.