يمثل جناح سوريا في إكسبو 2020 أحد أهم النوافذ على التاريخ الإنساني، بما تمتلكه من حضارة ثرية بالعلامات المضيئة في مسيرة البشرية، إذ كانت موطنا لأول محصول وأبجدية ونوتة موسيقية وقصيدة.
وبإمكان زوار الجناح رؤية نسخة طبق الأصل عن أبجدية أوغاريت، المتفق على أنها أول أبجدية في التاريخ تعود لحوالي العام 1400 قبل الميلاد.
واستعملت أبجدية أوغاريت في تدوين اللغة الأوغاريتية، وهي لغة سامية شمالية غربية اكتشفت في الموقع الأثري أوغاريت في سوريا عام 1928.
وتوفر الأبجدية الأوغاريتية أولى الأدلة عن الترتيب الأبجدي للكتابة وأقدم الأبجديات الشامية والسامية الجنوبية، وهو ما أعطى تطورا لأبجديات أحدث منها كالعبرية، اليونانية، واللاتينية وفي الكفة الأخرى، الأبجدية الجعزية (الإثيوبية القديمة) وغيرها من الأبجديات.
ويمكّن جناح سوريا في إكسبو 2020 من التعرف على مراحل تطور الكتابة والأبجدية في مناطق متعددة من سوريا، وكيفية تأثير هذه الأبجدية في العالم وصولا إلى اللغة العربية التي أثرت في عديد من لغات العالم.
كما يتعرف الزوار في الجناح السوري على أقدم تدوين موسيقي مكتشف في العالم، ويشاركون من خلال تجربة تفاعلية بالفيديو والصوت والضوء في عزف وغناء هذه المقطوعة التي كتبت في أوغاريت منذ حوالي 3500 عام، وتهدف هذه المحطة إلى مخاطبة جميع الزوار من أنحاء العالم بلغة عالمية موحدة هي الموسيقى تربط البشرية بأكملها.
وفي محطة أخرى من الجناح، يقام معرض جماعي لرسامين سوريين موضوعه "أنا السوري" حيث تمثل كل لوحة وجها من سوريا.
وترتكز فكرة المعرض على أن "كل إنسان سوري هو جزء من الوعي الجماعي بأننا جميعا متشابهون ومترابطون وبأننا معا سنبني مستقبلا أكثر إشراقا لسوريا والعالم".
وسيقوم الفنانون بتوقيع جميع اللوحات بإمضاء واحد هو "أنا السوري" تعبيرا عن ذوبان الأنا الفردية لصالح الجماعة.