قرب الواحدة ظهرًا كانت أسرة هناء موسى، الطالبة الأكبر في الثانوية العامة، تنتظر النتيجة على أحرّ من الجمر، 3 سنوات قضتهم الطالبة الأربعينية تحاول فيهم بشتى الطرق الوصول لحلمها، وأن يكون النجاح حليفها.
رنّت فرحة كبيرة في الأرجاء، فالأم لخمسة أبناء أكبرهم اجتاز الثانوية العامة العام الماضي نجحت، وصار الأمل واقعًا ملموسًا، وحصلت على مجموع إجمالي 61 بالمئة.
بداية حلم موسى كان قبل 4 أعوام، عندما كانت تذاكر مع نجلها الأكبر مواد الصف الأول الثانوي التي كان يدرسها في تلك المرحلة، رأت أن الأمور سهلة ولا يوجد أي صعوبة في المنهج الدراسي، لتقرر الالتحاق في العام التالي بالثانوية العامة من المنزل، وتبدأ "الرحلة الشاقة"، كما وصفتها.
تقول الطالبة الأكبر في الثانوية العامة المصرية في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "سعيدة للغاية بما حققته وبمجموعي، فقد جاء بعد تعب وجهد كبير للغاية سواء على مستوى المذاكرة ونظام الثانوية الجديد، أو عن طريق الاهتمام بمنزلي وبواجباتي، كي لا أكون مقصرة في أيّ منهم".
حلم التدريس
حصلت صاحبة الـ41 عامًا على الدبلوم الصناعي وتوقفت عن إكمال مسارها التعليمي، لتتزوج وتنجب 5 أبناء، لتقرر بعد أكثر من 20 عامًا تقديم أوراقها في الثانوية العامة لتحقيق حلم التعليم الجامعي، منوهة "أحب التدريس للغاية، وعندما حاولت التدريس لعدد من الأطفال في حضانة، تعامل عدد من الأهالي معي بشكل غير مناسب لعدم حصولي على مؤهل تربوي، وهو ما أحبطني كثيرًا".
نجحت ابنة محافظة الشرقية في جميع المواد ولم تُوفق في مادة الفرنساوي قائلة: "لم أكن أعلم أن وقت الامتحان ساعتين فقط وليس ثلاثة مثل باقي المواد، بجانب أنني كنت متوترة قليلًا بسبب ولادة شقيقتي في نفس الوقت، ولكنني سأدخل امتحان الدور الثاني وسأنجح في المادة وأزيد من مجموعي الإجمالي".
نتيجة مختلفة
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي قد أكد أن نتيجة الثانوية العامة الأخيرة يجب عدم مقارنتها بالسنوات الأخيرة، حيث أنه بالنسبة للشعبة الأدبية لم يحصل أي من الطلاب على مجموع 95 بالمئة فأعلى، والشعبة العلمي بشقيها "العلوم والرياضة" حصل حوالي 20 ألف و190 طالب على نسب ما بين 90 بالمئة إلى 95 بالمئة.
وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن العام الماضي بلغ عدد الطلاب الحاصلين على نسبة مئوية تزيد عن 90 بالمئة أكثر من 180 ألف طالب، وفوق 85 بالمئة حوالي 250 ألف طالب.
تنمر تحوّل لفخر
في الوقت نفسه يقول زوجها محمد سليمان عمر إن "زوجتي لديها طموح كبير منذ سنوات، واجهنا في البداية تنمر من أهل القرية حول كيفية دخول سيدة في هذا السن للتعليم، ولكن كل هذا تحوّل للفخر والامتنان بعد نجاحها وتكريمها من العديد من المؤسسات".
وتابع الزوج في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "ليلة النتيجة كانت صعبة ولم يغمض لنا جفن، كنا نحلم بالنجاح، ساعات طويلة مروا كسنوات جلسنا ننتظر الإعلان وفتح المواقع للكشف عنها، لدرجة أننا لم نتناول الطعام من كثرة انشغالنا بها".
وأوضح الزوج في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كنت أستيقظ مبكرًا خلال أيام الامتحانات وأعد لها المطلوب كي تركز في امتحاناتها ومذاكرتها، وكنت أنتظرها أمام اللجان لكي اطمئن عليها وعلى الامتحان مع أولياء الأمور والأهالي المتواجدين".
وأكد عمر أن "هناء تحلم بدخول كلية التربية والحصول على مؤهل تربوي، كان حلمًا جميلا وتحقق بتعبها وجهدها وما صنعته خلال السنوات الماضية، دائمًا كنت أشجعها كي لا أرى أي حزن في عيونها خاصة بعد النتيجة وعدم تمكنها من النجاح في مادة الفرنساوي، ولكننا على العهد وسنكمل طريقنا كي تصل لأعلى الأماكن".