تمكن مشاهير الإنستغرام في الجزائر من جمع مبلغ قدره حوالي 3 مليار سنتيم جزائري (أي ما يعادل 190 ألف يورو)، وذلك في ظرف زمني قياسي ضمن حملة تهدف لتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي لمرضى كوفيد-19.
وتستمر حملة جمع التبرعات التي أطلقها عدد من الطلبة والباحثين الجزائريين المقيمين في الخارج، وقد تبنها نجوم ومشاهير الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت المبادرة بعدما تدهورت الحالة الصحية لعدد كبير من مرضى فيروس كورونا، وذلك بسبب عجز المستشفيات على توفير العدد الكافي من الأجهزة المخصصة للإنعاش الطبي.
وتبنى الحملة عدد من المؤثرين والفنانين الجزائريين من أجل الوصول إلى أكبر مبلغ من أجل اقتناء أجهزة التنفس والتبرع بها للمرضى في الجزائر.
من جهته، دعا المغني سولكينغ إلى الوقوف مع هذه الحملة، ونشر على صفحته نداء لكل مشاهير الجزائر من أجل التبرع بمبلغ مالي من أجل إنقاذ أرواح مرضى الجائحة.
وبسرعة البرق، تحول الأمر إلى أكبر حملة لجمع للتبرعات شارك فيها عدد من نجوم ومشاهير الجزائر على رأسهم اللاعب الدولي رياض محرز والموسيقى الشهير من أصل جزائري "دي جي سناك" والسيناريست سمير زيان والممثلة سهيلة معلم والمؤثرة المعروفة نوميديا لزول.
وأكد السيناريست المعروف بلقب "ميستر إيكس" أنه قرر مثله مثل باقي الشخصيات التي تنشط عبر موقع الإنستغرام تخصيص صفحته لغرض الترويج لهذه الحملة الإنسانية.
وقال سمير لموقع سكاي نيوز عربية: "شعرت بمسؤولية تجاه المرضى الذين يعانون هذه الأيام بسبب نقص الأوكسجين في المستشفيات وهذا أقل واجب نقوم به".
وأكد "ميستر إيكس" أن الحملة أكدت له مدى حب الجزائريين لفعل الخير والوقوف إلى جانب المحتاجين، كما أضاف: "هذه واحدة من أهم حملات التبرع التي جمعت الجزائريين، فهي تتعلق بأرواح أناس الذين هم في حاجة لأبسط حق من حقوق الحياة".
وفي ذات الإطار أوضحت الممثلة الجزائرية سهيلة معلم أن دور الممثل لا يجب أن يقتصر في تقديم أعمال فنية جيدة وإنما توعية الناس وبث روح التكافل الاجتماعي.
وقالت سهيلة لموقع سكاي نيوز عربية: "العالم يمر بأصعب مراحل الحياة، وللأسف الناس تموت لأنها لم تعد تمتلك القدرة على التنفس".
وأضافت الممثلة الجزائرية الشابة: "الفنان قبل كل شيء هو إنسان، وشهرته ملك للناس، نحاول أن نكون دائما رسالة للحياة والحب وفعل الخير".
وقد التحقت المؤثرة الجزائرية نوميديا لزول بنداء جمع التبرعات، وقالت عبر صفحتها في الإنستغرام أنها عثرت على متبرع يريد شراء 12 جهاز تنفس صناعي.
وقالت نوميديا في نداءها أن الهدف الأكبر هو جم مبلغ قدره 200 ألف يورو، وأشارت إلى استجابة الجزائريين الواسعة لهذا النداء، خاصة من طرف المقيمين في الخرج، وقد َصل المبلغ في أقل من يومين إلى أكثر من 100 ألف يورو.
ولا تزال الجزائر تعيش على وقع صدمة العجز المسجل في أعداد أجهزة التنفس الاصطناعي، وذلك بعد انتشار خبر وفاة 18 مريض بمستشفى ولاية سطيف بسبب نقص أجهزة الأوكسجين.
وهذا الأمر دفع بالمدير العام للمستشفى الجامعي عبد النور سعادنة بسطيف نورالدين عطوي للخروج عن صمته، مشيرا إلى أن ما عاشه مستشفي سطيف هو تذبذب في الخدمة، ما أدى إلى انخفاض نسبة الضغط فيما يخص نسبة الأوكسجين التي تصل إلى المرضى، مما أدى إلى تسجيل بعض الوفيات.
وتكثف السلطات الصحية في الجزائر من جهودها هذه الأيام من أجل حل هذه الأزمة، بينما لا تزال المستشفيات تسجل زيادة في عدد الوفيات في ظل الارتفاع الرهيب في عدد المصابين بمتحور "دلتا".