بعد أن توّج بطلا في قوة الذاكرة لعامي 2016 و2016 بمصر، توجه المهندس محمد رمضان عضو الجمعية الدولية للذاكرة إلى مجال التدريب، بهدف نقل خبرته إلى الجيل الجديد والترويج لهذا النشاط الذهني غير المعروف.
واستنادا إلى مشاركاته العديدة في بطولات محلية ودولية، صمم البطل المصري نحو 70 برنامجا تدريبيا في مهارات تقوية الذاكرة والمهارات الدراسية والتأهل للبطولات العالمية، وركز في برامجه على فئة الأطفال والمراهقين، مع برامج أخرى للكبار.
تشكيل الفريق
ويُبدي رمضان في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" امتنانا بالغا لمواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدته على الوصول لأكبر عدد من المهتمين بنشاطه، حيث لاقى نشاطه استجابة واسعة من الراغبين في تقوبة ذاكرتهم في فترة قصيرة لا تتجاوز العام.
ويضيف أن لديه حاليا فريق مكون منذ 2018 من شباب متميز تم التواصل معهم عبر المجموعات وقدم لهم تدريبات مكثفة وفقا لأحدث التقنيات المتبعة والبرامج المعتمدة عالميا.
ويوضح أن الفريق المصري الذي يدربه خاض مسابقات بدأت بشكل ودي ثم تواصل مع موقع (ميمورى ليغ) الأميركي ونظم أول بطولة في مصر بتقنية الديجيتال.
ويتابع رمضان: "كانت نقلة نوعية في تنظيم البطولات بوسائل مثل الموبايل والكمبيوتر، حيث كانت هذه الرياضة تمارس في السابق عن طريق الورق وبأسلوب تقليدى يعتمد على عرض الأوراق والألوان أما اليوم فالأمر أصبح أكثر سهولة وبإمكان المتسابق المشاركة إلكترونيا من أي مكان في العالم.
منافسات الفريق الشاب
ويكمل بطل قوة الذاكرة قائلا إن المنتخب المصري للذاكرة تمكن من المنافسة عربيا وعالميا في مسابقات الجمعية الدولية للذاكرة بألمانيا وحصد المركز الثالث في بطولة إفريقيا 2020 المفتوحة عن بُعد، كأول حدث عالمي تشارك فيه مصر.
ونظرا لجائحة كورونا في العالم يشارك الفريق المصري حاليا ، حسب رمضان، بـ 6 لاعبين عن بُعد في البطولة العالمية للذاكرة وحصل على 9800 نقطة في بطولة إفريقيا.
وتعد بطولة العالم للذاكرة (World Memory Championships) هى المسابقة المنظمة لرياضات قوة الذاكرة، وتقوم على التنافس بين المتسابقين في حفظ أكبر قدر ممكن من المعلومات خلال فترة زمنية معينة وتقام البطولة سنوياً منذ 1991.
بداية الشغف
يعود بطل قوة الذاكرة بذاكرته إلى الوراء قليل ليحكي بداية شغفه بتقوية الذاكرة، ويقول إنه بدأ الاهتمام بها من خلال إطلاعه علي الصفحات والمواقع التي تقدم تمارين ذهنية وبرامج تقوية الذاكرة.
ويضيف رمضان أنه قبل تخرجه من كلية الهندسة بعام، وتحديدا فى 2015 كان يتدرب على أشياء بسيطة مثل تذكر "أسماء وأرقام هواتف ومصطلحات وقوانين دراسية" وبدأ حفظها ثم بحث عن مسابقات وبطولات عالمية تهتم بهذا المجال وشارك فيها وحصلت علي المركز الأول عامي 2016 و2017.
ويلفت المهندس المصري إن التدريب على تقوية الذاكرة يعزز الثقة بالنفس ويساعد علي التخلص من الضغط العصبي والتوتر والقلق ويرفع القدرة علي الحفظ والهدوء والسيطرة والتحكم في العقل.
خطر الألعاب الالكترونية
ويؤكد رمضان أنه يحذر المتدربين من خطر الألعاب الالكترونية وتأثيرها المدمر على الذاكرة وتوقف عملها ولا تتيح للدماغ البشرية فرصة استعادة نشاطها بالشكل المطلوب، لأنها تعمل على تشتتها.
ويتابع حديثه: "أرفض الاكتفاء بالتعلم في الصغر فالتعلم في الكبر ممكن أيضا من خلال التدريب واكتساب المهارات العقلية، وشعاري الذاكرة للجميع كبارا وصغارا، خاصة في ما يواجهه العقل البشري من غزة مرض ألزهايمر الذي يصيب كبار السن".
ويشدد البطل المصري على أن عقل الانسان عضلة تحتاج لتنشيط وتمرين لتؤدي دورها في التذكر والاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها والاستفادة بها في الحياة العلمية والعملية.
ومن أهم الدراسات العلمية التى تشجع علي تمارين تقوية الذاكرة دراسة أندريه بريشمان، أستاذ علم الأعصاب في معهد لايبنيتس الألماني، وجاء فيها أن نشاط المخ يكون أعلى لدى من يمارسون رياضة تقوية الذاكرة أكثر من غيرهم".
نصائح علمية
ويؤكد الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أهمية رياضة تقوية الذاكرة خصوصا لدي الطفل، ويقول إن العمليات العقلية مثل التذكر والتخيل والادراك والحفظ تسهم في تقوية القدرة على استرجاع المعلومات.
ويضيف هندي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية أن الذاكرة بأنواعها سواء حسية أو سمعية أو بصرية لابد لها من تمارين تقوية، عبر الحواس الخمس لتيمكن العقل من اختزان المعلومات سواء كانت طويلة أو قصيرة الأمد.
ويقدم هندي عدة نصائح علمية لتقوية الذاكرة منها أخذ قسط وافر من النوم وتجنب السهر حتى لا يؤدي لاختلال الساعة البيولوجية والتأثير السلبي على قوة الذاكرة، فضلا عن ضرورة الالتزام بممارسة الالعاب الرياضية لما فيها من تنفيث انفعالي وطلاقة عقلية.
ويؤكد استشاري الصحة النفسية على أهمية التغدية السليمة التي تعتمد على الاوميجا 3 وتوجد في أسماك التونة وصفار البيض وفول الصويا وزيت بذرة الكتان.
وينصح هندي كذلك بممارسة اللعب الحر سواء بألعاب الماء والصلصال وفك وتركيب الاشياء والابتعاد عن مدمرات الذاكرة مثل الإفراط في الألعاب الالكترونية.
ومن حيل تقوية الذاكرة حسب هندي ربط المعلومات المجردة بنشاط منزلي يدعمها مثل البحث عن أصل المعلومة على الإنترنت أو رسم موضوع تعبيرى أو كتابة قصة قصيرة وبسيطة.