تستعد مصر لإعلان خلاصة جهودها المستمرة على مدار 7 سنوات في مجال مكافحة مرضي الالتهاب الكبدي "فيروس سي" و"الملاريا"، وتستمر اتصالاتها مع منظمة الصحة العالمية للحصول على شهادة بخلوها من المرضين الخطيرين.
وكانت مصادر مسؤولة في مصر كشفت لموقع "سكاي نيوز عربية" قبل أيام، قرب إعلان الصحة العالمية خلو مصر من 4 أمراض، من بينها "فيروس سي" و"الملاريا"، وذلك بعد تقديم وزارة الصحة المصرية ملفا متكاملا للمنظمة العالمية بشأن القضاء على هذين المرضين تمهيدا للإعلان الرسمي.
وتشير المصادر إلى أن الخطوة التي ستعقب إعلان الصحة العالمية ستكون تقدم مصر بملف القضاء على 3 أنواع من الحصبة، تمهيدا لإعلان الصحة العالمية خلو مصر منها رسميا أيضا.
الملاريا وفيروس سي
وقالت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد في اجتماع مع مجلس الوزراء المصري، إنها تلقت تأكيدا من مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، خلال لقائها معه في جينف، بانتهاء الخطوات المطلوبة لحصول مصر على شهادة خلوها من "فيروس سي"، رغم عودته للظهور في بعض البلدان.
وأوضحت الوزيرة أن منظمة الصحة العالمية وجهت الشكر لمصر أيضا على جهودها للقضاء على مرض "شلل الأطفال".
وأطلعت زايد مجلس الوزراء المصري على تواصلها أيضا مع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، للاستفادة من الخبرة المصرية في مكافحة هذه الأمراض في دول حوض النيل، ودعم إعلان مصر خالية من الملاريا خلال الأشهر المقبلة.
توفير الأدوية
ويقول مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد سكرتير عام جمعية سرطان الكبد المصرية الدكتور محمد عز العرب، إن النموذج المصري ألهم الكثير من الدول حيث "لم تنظم أي دولة حملة قومية موسعة مثلما جرت في مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأوضح عز العرب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن منظمة الصحة العالمية تعلن خلو الدولة من أي مرض حال انخفاض نسب الإصابة به عن 1 بالمئة من عدد السكان، موضحا أن "هذا الإجراء يتم بعد إجراء فحوصات عشوائية تثبت تلك النسبة، وتدقيق خبراء المنظمة العالمية في الملفات التي أعدتها مصر بشأن تلك الحملة وبياناتها".
ويضيف أن أعداد الإصابات بـ"فيروس سي" في مصر أصبحت قليلة للغاية بعد الحملة القومية الأخيرة، خصوصا مع توفير الدولة للعلاج بالمجان.
ولفت عز العرب إلى أن مصر كانت من أوائل دول العالم التي وفرت العلاجات لمواطنيها بأسعار تقل كثيرا عن المعدلات العالمية، عقب تصنيع أدوية علاج "فيروس سي" بمصر، وأن عددا من البلدان طلبت استيراد الدواء المصري بالفعل، وأثبت كفاءة لديهم.
جهود 7 سنوات
وتقول مصادر حكومية مطلعة في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة أرسل لمنظمة الصحة العالمية ملف القضاء على الملاريا، متضمنا عدم رصد أي إصابات بالمرض ذات منشأ مصري منذ 7 سنوات.
وتابعت المصادر أنه تم فحص تحركات عدد قليل من المصابين المرصودين داخل مصر وثبت أن مصدر إصابتهم كان من خارج البلاد، في مناطق ينتشر بها مسببات عدوي الملاريا.
وتوضح المصادر، أن مصر أرسلت أيضا منذ فترة ملف القضاء على "فيروس سي" داخل مصر، وتضمنت فحص 60 مليون مصري عبر اختبار الأجسام المضادة.
وتضمن الملف الذي تقدمت مصر به لمنظمة الصحة العالمية أن الأجسام المضادة لفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع سي ظهرت لدى قرابة 4.8 بالمئة من المفحوصين، بإجمالي نحو 2.8 مليون مواطن، وأن التحليل التأكيدي الذي جرى لجميع المصابين أثبت إصابة 1.5 مليون منهم بالفيروس، وتم توفير العلاج لهم بالمجان.
وتكشف المصادر أن القضاء على الملاريا في مصر يرجع الفضل فيه إلى حملات التطعيمات للمسافرين للخارج وإلى أماكن توطن هذا المرض، إضافة إلى مكافحة البعوض الناقل لهذا المرض في مصر.