تتجه الجزائر في السنوات الأخيرة بشكل واضح نحو صناعة الأعمال الكوميدية، خاصة ذات النكهة السياسية والاجتماعية، ومن أبرز الأعمال التي تَعَلقَ بها المشاهد الجزائري خلال شهر رمضان، سلسلة "طيموشة" للمخرج يحي مزاحم، وهي من بطولة الممثلة الشابة مينا لشطر.
"طيموشة" أو فاطمة الزهراء عنباوي، هي النسخة الجزائرية للسلسلة العالمية الكولومبية "أنا بوتي"، التي قدمت بعدة نسخ منها النسخة المصرية الشهيرة "هبة رجل الغراب" بطولة الممثلة إيمي سمير غانم، وقد ركز المخرج الجزائري على صناعة فكاهة محلية بلهجة سكان المدن الداخلية.
وتقول مينا لشطر عن دورها في السلسلة الجزائرية لـ"سكاي نيوز عربية": "أحببت طيموشة كثيرا، هي الأقرب إلى قلبي من بين كل الشخصيات التي جسدتها في مشواري الفني، هي شخصية استثنائية في تاريخ الأعمال الكوميدية الجزائرية".
وتعتبر مينا لشطر (من مواليد 3 مارس 1992) واحدة من أبرز ممثلات الكوميديا في الجزائر، وقد دخلت مجال التمثيل عبر بوابة المسرح في سن 14 عاما، وقد سجلت أول ظهور لها على شاشة التلفزيون العمومي مع السلسلة الفكاهية "ساعد القط"، كما شاركت في أعمال سينمائية أبرزها فيلم "نورمال" مع المخرج مرزاق علواش.
وتعكس "طيموشة" جزء مهم من التوجه الجديد للإنتاج التلفزيوني الذي يريد التركيز على صناعة الكوميديا المحلية، بعدما اعتاد المشاهد الجزائري على متابعة الأعمال العربية التي لا تحكي واقعه.
وقالت مينا: "اليوم وبفضل الانفتاح السمعي البصري أصبحنا أمام أعداد كبيرة من الأعمال المتنوعة سواء في الكوميديا والدراما، وهو ثراء مهم للممثلين والمشاهد الجزائري على حد السواء".
وهذا الأمر ترى فيه مينا مؤشرا إيجابيا لدخول الجزائر قريبا إلى عالم الصناعة السينماتوغرافية الحقيقة، التي تطمح لتحقيقه الدولة الجزائرية، بما يتناغم مع خطاب السلطة.
وقد أكد الرئيس عبد المجيد تبون مرارا وتكرارا على رغبته في أن تدخل البلاد عالم الصناعة السينماتوغرافية وتطوير مجال الإنتاج السمعي البصري من خلال تشجيع المنتجين، ولهذا الغرض قام بتعيين المخرج أحمد راشدي مستشارا له مكلفا بالثقافة والسمعي البصري.
في هذا الصدد تقول مينا: "الأمر راجع إلى واقع الجزائر، لقد تعبنا كثيرا في حياتنا وظلمنا، ومرت علينا فترات صعبة جدا لهذا نحن بحاجة إلى تطوير مجال الإنتاج الفني والسمعي البصري وخاصة الكوميديا".
وقالت الممثلة الشابة إنها تفضل الكوميديا والتي من خلالها يمكن فتح النقاش حول العديد من المواضيع الحساسة، وإرسال الرسائل المشفرة للمسؤولين.
وعن الأسباب الفنية التي دفعتها لتجسد دور "طيموشة" فقد قالت: "بعد نجاح النسخة المصرية، قررت كاتبة السيناريو سارة برتيمة اقتباس النسخة الأميركية، وكتبت عملا جزائريا، وهذا الأمر تطلب جهدا كبيرا".
وأوضحت مينا أن "طيموشة" ليست عملا مقتباسا بمفهومه الأكاديمي وإنما سلسلة تركيز على النكتة الجزائرية المحلية التي تعكس واقع الجزائر العميقة بلهجة محلية وحكايات محلية، وهي تحمل رسالة مفادها: "المظاهر خداعة، ولا يجب أن نحكم على الناس فقط من خلال المظاهر".
وقالت مينا: "أكره المظاهر،أي شخص يستطيع أن يكون جميل ولكن من الداخل، لا معنى أن تكون فارغا وبمظهر جميل، المهم هو ما تقدمه من أفكار وما تحمله من مبادئ".
وأكدت مينا أنها قامت بتطوير الشخصية عن طريق التواصل مع الناس خاصة سكان الأحياء الشعبية حيث نشأت "طيموشة".
وقد تطلب تجسيد الشخصية الغوص في أعماق الحالة النفسية التي تعيشها "طيموشة" وهو أساس العمل الكوميدي النجاح كما تقول مينا: "الكوميديا لا يجب أن ترتبط فقط باللباس والحركات وإنما بالروح التي نعطيها للمشاهد أثناء وقوفنا أمام الكامير".
وختمت مينا بالقول: "طيموشة ليست أنا، مينا لشطر هي شخصية أخرى ولكنني كممثلة أميل كثيرا إلى عالم الفكاهة خاصة في الجزائر، وهذا الأمر لا يعني أنني في خصام مع الدراما، فأنا أنتظر دائما الدور الذي يناسبني، أبحث عن الشخصيات المركبة ولا أحب الوقوع في فخ الاستستهال وأداء الأدوار البسيطة، وأعتقد أن الفكاهة أصعب وهي مهمة اليوم للمشاهد الجزائري".