ساعدت صورة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في كشف هوية قاتل سيدة وطفلها في مدينة بني مزار شمال صعيد مصر بعد محاولته سرقتها ومقاومتها له، واختبائه لأيام قبل أن تنجح السلطات في إلقاء القبض عليه وتأمر النيابة بحبسه على ذمة التحقيق.
وأكدت النيابة العامة المصرية في بيان لها أنها أُخطِرت في ظهيرة يوم الثالث من شهر إبريل الجاري بالعثور على جثمان سيدة وطفلٍ (بشارع سبعة ببندر بني مزار)، ونُقل الطفل إلى المستشفى إثرَ مُحاولة لإسعافه، فانتقلت إلى حيث جثمان السيدة وتبينت إصابات برأسها وجبهتها، كما تم العثور على الطفل مصابًا بذات المكان، ووفاته خلال محاولة نقله إلى المستشفى لإسعافه.
وبينت النيابة بعد مراجعة آلة المراقبة أن الجاني استقل توك توك خلف المجني عليها والتي كانت بصحبة ابنها وابنتها، وأوقف مركبتها عنوة مطالبا المجني عليها بتسليم هاتفها وعند امتناعها انتزعه بالقوة ونشبت مشادة بينهما وعلت صرخات المجني عليها ما اضطره لقتلها بساطور كان معه في مركبته، وعند محاولة ابنها إغاثتها ضربه أيضا وسرق الهاتف الذي كان يريده وبطاقة تحقيق شخصيتها ونقودا كانت معها، فيما هربت الطفلة للاختباء بمنزل أحد الجيران في المنطقة.
وأردف البيان أنه "وبعدما كشفت تحقيقات عن هوية الجاني، وصلته بزوج المجني عليها، عثرت النيابة على حساب له بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يحمل صورته، فعرضتها على الزوج وشاهد للواقعة ونجلة المجني عليها فتعرفوا عليه، وتوصلت لصديق للمتهم عثرت في هاتفه على محادثة بينهما أفصح المتهم فيها عن اعتزامه السفر للخارج، فوضعته على قوائم الممنوعين من السفر وأمـرت بإلقاء القبض عليها، وتزامن ذلك مع ورود تحريات الشرطة مؤكدةً ارتكابه الواقعة".
وبضبط المتهم واستجوابه أقرَّ بقتله المجني عليهما عمدًا مع سبق الإصرار والترصد على إثر خلافاتٍ بينَهُ وبينَ المجني عليها وزوجِها، وقد أدى المتهم محاكاة لكيفية ارتكابه الواقعة في مسرح الحادث، وشهدت زوجته وشقيقه باعترافه إليهما بارتكابه الواقعة، فيما أمرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، التي يجري استكمالها.
علاقة طيبة جمعت الأسرتين منذ عامين
من جانبه قال روماني حلفا محامي أسرة المجني عليها لسكاي نيوز عربية إن اسرة المجني عليها تعرفت منذ سنتين على الجاني وأصبحت هناك علاقة طيبة بين الطرفين حيث كان يعمل سائق توك توك ويقوم بإيصال الأسرة لأعمالها ومصالحها.
وأضاف أنه منذ شهرين بدأت المجني عليها "مريم" تشكو من تردد السائق "رجب عبد الله" على جميع الأماكن التي تذهب إليها، وأبلغت زوجها بذلك ما جعل الزوج يمنع التعامل معه ويقطع العلاقات معه.
وأردف أنه "في يوم الواقعة خرجت المجني عليها مع طفلها وابنتها وتفاجأت بتوك توك يقطع عليها الطريق يقوده الجاني وطالبها بأخذ هاتفها المحمول وعندما رفضت ضربها بسنجة وضرب طفلها بساطور إلا أن الابنة هربت وقام أحد الجيران بإغلاق الباب عليها".
التحرش
وبين أن سبب الجريمة أن الجاني حاول التحرش بالمجني عليها، فهددته بالإبلاغ عنه، وهو ما دفعه للقيام بفعلته.
وتابع المحامي بالاستئناف العالي أن "نية الجاني كانت القتل والحصول على الهاتف المحمول الذي تملكه ولم يكن يهدف إلى سرقتها والدليل على ذلك أنه ترك المصوغات الذهبية التي كانت ترتديها ولم يسرقها بل أخذ الهاتف، لأنه كان يعتقد أن عليه تسجيلات تحمل محاولاته التحرش بها، وبالتالي كان يريد مسح أي تسجيلات قد تدينه بالتحرش بها".
لا توجد دوافع طائفية
وأشار المحامي إلى أنه تم حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق وتم التجديد له 15 يوما مؤكدا أن الحادث لا توجد به أي دوافع طائفية سوى مجرد حبه للمجني عليها ورغبته في إقامة علاقة معها.
واعتبر أن وجود التوك توك في بني مزار وفي مصر يعد جريمة في حد ذاته، داعيا إلى ضرورة البحث عن حل له بسبب كثرة الوقائع الإجرامية المرتبطة به.
وقال المحامي إن زوجة الجاني أبلغت النيابة أن زوجها اتصل بها وأبلغها أنه قتل مريم وطالبت بإعدامه.