أضحت الشابة الفرنسية المتشددة، إيميلي كونيغ، وجها معروفا منذ سنة 2012، عندما سافرت إلى سوريا وتزوجت هناك بمقاتل في تنظيم داعش الإرهابي، لكنها أحدثت تحولا كبيرا، في الآونة الأخيرة، وحاولت أن تقنع الجميع بأنها تغيرت بشكل جذري.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن هذه الأرملة الفرنسية ظهرت بلباس "عصري" وبدون غطاء رأس، فيما نزعت عنها البرقع وتركت ضفيرة الشعر تنسدل على كتفها، وهو ما شكل مفاجأة لكثيرين.
وارتدت إيميلي سروالا "ضيقا" من الجلد إلى جانب سترة من القطن، فيما اعتمرت قبعة على رأسها، ووضعت حقيبة يد مزركشة.
وتقبع إيميلي التي تبلغ 36 عاما في معسكر اعتقال تحت إدارة الأكراد، شمالي سوريا، وهي أمٌ لخمسة أطفال، كما أنها مدرجة ضمن قوائم الأمم المتحدة والولايات المتحدة لعناصر الإرهاب.
واتهمت إيميلي بتجنيد مقاتلين لتنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب التحريض على هجمات ضد الغرب، لكنها تود اليوم أن تعود إلى فرنسا وتقول إنها خائفة.
وتقول إيميلي إن الانضمام إلى داعش حول حياتها إلى "حُطام"، وفي 2017، اعتقلت من قبل القوات الكردية، خلال معارك مع تنظيم داعش، في بلدة شدادي، شرقي سوريا.
وصرحت إيميلي لـ"فرانس برس"، "أريد أن أعود إلى فرنسا"، ثم أضافت "أريد أن أبدأ حياتي مرة أخرى وأصحح أخطائي".
وفي سنة 2013، كانت إيميلي قد ظهرت في مقطع فيديو دعائي لتنظيم داعش وهي تتدرب على استخدام السلاح، أما اليوم فتعيش في مخيم "روج".
وأضافت أنها بدأت ترتدي ملابس عادية، حتى تعتاد على هذا التغيير في حياتها، أي الخروج من "ماضي داعش".
وأردفت أنها تأمل أن تعمل محاسبة في فرنسا، حتى وإن كانت باريس ترفض استعادة مواطنيها الضالعين في الإرهاب بالخارج، أو أنها تريد محاكمتهم بتهم متعلقة بالإرهاب.
ولا تكشف إيميلي بشكل كبير ما جعلها تغادر فرنسا سنة 2012، من أجل الالتحاق بالحرب الدائرة في سوريا.
لكن إيميلي تقول إنها تعرفت على شخص عن طريق الإنترنت، ووافقت على الزواج به، فأصبحت واحدة من مئات الفرنسيين الذين انضموا إلى داعش.
وفي حال تمكنت من العودة، تقول إيميلي إنها تأمل أن تستفيد من دورات تدريبية في المحاسبة، من أجل بدء حياة جديدة، وحتى تكون بجانبها أبنائها الخمسة وهم جميعا في فرنسا، وأعمارهم تتراوح بين 4 و16 سنة.
وتقول إيميلي إن أبناءها لا يغيبون عن بالها، ثم جزمت "منذ أن رحلوا، ما مضى يوم إلا وفكرت فيهم".
وكتبت "ديلي ميل"، أن إيميلي تحاول بهذا المظهر الجديد أن تقنع الغرب بأنها تغيرت فعلا وتخلت عن التنظيم المتطرف، حتى تنال فرصة للعودة إلى فرنسا.