لم تمر سوى أيام قليلة على جدل "وفاة اللاعب أشرف بن شرقي الملفقة" في أحد أسئلة امتحان مادة القانون الدولي للفرقة الرابعة بكلية الحقوق بجامعة سوهاج"، لتتابع جماهير القلعة البيضاء واقعة تجاوز آخري بعد أن قام أستاذ في امتحان مادة العمارة في كلية الهندسة جامعة المنوفية، بطلب تصميم شعار يحتوي على اللون الأحمر وعبارة "القاضية ممكن".
ونُشرت صورة الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتباين ردود الأفعال بين أهلاوية مؤيدين لما قام به الأستاذ، وزملكاوية معارضين للفعل، ومطالبين بإحالته للتحقيق، واعتذاره هو، والجامعة، عما قام به، باعتباره تجاوزًا في حق الفريق وجماهيره، واعتبار تلك الجملة "مادة للسخرية".
وأكد أستاذ المادة في امتحانه الذي أثار ضجّة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ "عبارة القاضية ممكن تحوّلت من مجرد تعليق رياضي شهير (ارتبط بهدف فوز الأهلي على الزمالك في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا الأخيرة)، إلى حالة تصف أي مشكلة يتم حلها في اللحظات الحاسمة، وهو ما جعل شركات إنتاج الشعارات في القاهرة تخلدها بشعار من إنتاجها مبيّن في الصورة، فلو كنت موضع هذه الشركة في مساحة 10*10 سم مربع صمم لوغو لتلك المناسبة بطريقتك باستخدام مجموعة لونية من التي درستهم بشرط احتوائها على اللون الأحمر وعبارة القاضية ممكن".
وعلّق عادل عبد الغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، على الواقعة قائلًا، "هذا الأمر منوطة بالرد عليه جامعة المنوفية سواء رئيس الجامعة أو عميد الكلية أو المستشار الإعلامي للجامعة.. وهناك تنسيق في العمل الإعلامي بين الوزارة والجامعة".
لن يكون هناك تهاون مع الخطأ
ويقول رئيس جامعة المنوفية عادل مبارك لموقع "سكاي نيوز عربية"، "لم يتم إخباري بالواقعة بعد ولم نعلم عنها شيئًا، ولكن سيتم الاستفسار عنها من رئيس الجامعة وأستاذ المادة".
وأكد عميد جامعة المنوفية، "طلبت من عميد الكلية التحقيق في الأمر، وإرسال مذكرة عمّا حدث.. وفي حال وجود أي تجاوز لن يكون هناك أي تهاون في اتخاذ القرارات المناسبة للواقعة".
وأكد رئيس جامعة المنوفية أنّ "تلك الواقعة تختلف تمامًا وكليًا عن واقعة اللاعب أشرف بن شرقي التي ذكر فيها مدرس المادة اسم شخص ما وادعى وفاته بكورونا.. ومن الممكن أن يكون الأستاذ حاول أن يجعل الطلاب يفكرون ويخلق لهم مساحة للتفكير والإبداع".
وفاة بن شرقي في أحد الامتحانات
وحدثت واقعة "بن شرقي" عندما افترض أستاذ المادة في سؤاله الأول وفاة اللاعب بفيروس كورونا المستجد أثناء تواجده بمصر، وظهور مشاكل بين زوجته وأولاده وشقيق له مصري الجنسية يقيم بمركز جهينة بسوهاج، على تركته الضخمة التي تركها، انتهت بدعاوى قضائية أمام إحدى المحاكم المصرية، ويطلب أستاذ المادة من الطلاب الإجابة على أسئلة وضعها في هذا الخصوص في إطار دراستهم للقانون الدولي.
وفور حدوث الواقعة، ورفض نادي الزمالك ما حدث من أستاذ المادة، كان التحرّك سريعًا من رئيس جامعة سوهاج أحمد عزيز بـ وقف انتداب أستاذ القانون الدولي، واضع السؤال، ومخاطبة جامعة أسيوط التي يعمل بها للتحقيق معه.
وتواصل وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، مع اللاعب المغربي مؤكدًا له "أنه تصرف فردي"، ومؤكدًا استياء الوزارة لما قام به أستاذ القانون، مضيفًا أن الوزارة تُقدر وتقدم الاحترام الكامل لكل الأندية المصرية الرياضية وجماهيرها العظيمة، واعتزازها بكل اللاعبين المحترفين في بلدهم الثاني مصر.
أقسام الكلية ترفض الواقعة
ويقول علوي الخولي عميد كلية الهندسة جامعة المنوفية والقائم بعمل رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، إن "الامتحان منذ يومين في قسم العمارة الذي يتميز بالعدد القليل للغاية مقارنة بباقي الأقسام، وأستاذ المادة لم يذكر أي شئ يخص نادي الزمالك، بل حاول تقريب وجهات النظر الخاصة بالإبداع بهذا السؤال".
وأكد الخولي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنّ "الأمر برمتّه تم تحويله للتحقيق من قبل متخصصين من الشؤون القانونية لتوضيح حُسن نوايا أستاذ المادة هشام حسن، وفي حال كان هناك خطأ سيتم العقاب" مشيرًا إلى أنّ باقي الأقسام في الكلية رافضة هذا اللغط وهذا السؤال.
ووجّه عميد كلية الهندسة جامعة المنوفية، رسالة لجماهير نادي الزمالك قال فيها "لم نقصد أي إساءة على الإطلاق، أنتم وجماهير الأهلي طرفا المعادلة الأهم في مصر وأفريقيا، وأستاذ المادة لم يقصد أي إهانة على الإطلاق".
إحدى الطالبات تدافع عن أستاذها
وتقول إحدى الطالبات في محاولة منها لصد الانتقاد الموجه لأستاذ المادة، "في فصل كامل من المقرّر بندرس فيه تصميم اللوغوهات، وآخر ندرس فيه علاقة الألوان ببعضها وكيفية توظيفها للأغراض المختلفة، بجانب أن اللوغو منفذ بالفعل وموجود على أحد المواقع كمان، كل ما على الطالب أنه يتخيل ويضع نفسه مكان الشركة ويصممه بطريقته".
وتابعت، "مش عاوزين (لا نريد) ندي الأمور حجم أكبر من حجمها.. وأنا لو مكان دكتور المادة من حقي أجيب (استدعي) أي مشكلة في الواقع وأطلب من الطالب التعامل معها لكي أقيس مدى إبداعه.. مع كامل احترامي لكل وجهات النظر".