"لبنى.. قصة امرأة حرة"، عنوان أحدث إصدارات دار سما للنشر والتوزيع بالقاهرة عن الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، التي ملكت القلوب في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، ويتناول بقلم الكاتبة الصحافية هبة محمد مشوار حياة الفنانة كما روته بنفسها، متضمنا العديد من الأسرار.
على غلاف الكتاب، كتبت الفنانة: "نظرتُ للعنوان الذي اختارته المؤلفة (قصة امرأة حرة) فسرحت قليلاً وقلت هذه هي قصتي.. نعم أنا حرة، عشت حياتي أسبح ضد الأمواج، كنت مثل الجندي الذي يواجه جيشًا بمفرده، وها هي قصتي بين أيديكم.. قصة تفكير واستقلال وعزيمة وإرادة.. أو كما قالت ابنتي هبة: قصة امرأة حرة".
في البداية تكشف المؤلفة سر إصدراها كتاب "لبنى.. قصة امرأة حرة"، بأنه ليس لكل الفنانين الرغبة أو القدرة على كتابة مذكراتهم بأنفسهم، وجاء اختيارها للكتابة عن النجمة لبنى عبدالعزيز بعد عدة لقاءات جمعت بينهما قبل أن تأتي فكرة كتابة مذكراتها.
وأضافت: "شعرت أنني ابنتها.. وتمتلك الفنانة أشياء كثيرة تستحق أن تروى مثل تجاربها الشخصية والإخفاقات التي مرت بها، بجانب تميزها في السينما والإذاعة، خاصة أنها حتى وقتنا الحالي لها برنامج (ركن الطفل)، الذي بدأت تقديمه منذ الخمسينيات ولكنه متوقف حاليًا بسبب فيروس كورونا".
لبنى الصحافية
وأضافت المؤلفة في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن لبني عبدالعزيز لها خبرة في مجال الصحافة، إذ تكتب مقالا أسبوعيًا في إحدى الصحف المصرية، كما أنها متعددة المواهب ولها قصص وحكايات في سفرها أو علاقاتها الشخصية أو زيجاتها أو مع أبنائها وأحفادها، فلكل هذه الأسباب جاءت فكرة كتابة مذكراتها والتي رفضتها الفنانة لسنوات طويلة من خلال كثير من الكتاب والصحافيين الكبار".
ودار سرد المذكرات بين الفنانة لبنى عبدالعزيز والمؤلفة هبة محمد كما لو كانتا صديقتين حميمتين، حيث بدأت المذكرات بمرحلة الطفولة، والتي لم تكن لبنى خلالها طفلة عادية، فقد عملت في الإذاعة في سن الحادية عشرة، وفي هذه المرحلة تلقعت صفعة مؤلمة من خالها عندما طلبت منه أن تعمل في مجال التمثيل، وتأخر حلمها الفني قليلاً مع سفرها ضمن أوائل طالبات الجامعة الأميركية لدراسة الماجستير، وعملت في الصحافة الأميركية، والتقت لاحقًا في حوارات مع كثير من القيادات المصرية آنذاك مثل محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات.
يوسف شاهين
كما كشفت المؤلفة عن زيجات الفنانة لبنى عبدالعزيز وعلاقاتها الأسرية التي لا يعرفها أحد، وأنها تزوجت مرتين ودخلت في تحد كبير في زيجتها الأولى، إذ تزوجت من المنتج رمسيس نجيب، وبالطبع أثار عليها هذا الأمر عاصفة عاتية، كما أنه كان يكبرها بنحو 20 عامًا.
ونفت الفنانة العديد من الشائعات التي ارتبطت بجيلها، ومنها زواج الفنان عبدالحليم حافظ بالفنانة سعاد حسني.
وكشفت المؤلفة أيضا عن علاقة لبنى عبدالعزيز مع المخرج يوسف شاهين، والذي كان يعتبر أقرب الأصدقاء إليها، وعلى الرغم من ذلك رفضت أن تشارك معه في أي فيلم من إخراجه، والسر في ذلك زواجها من المنتج رمسيس نجيب، وقال لها إن يوسف شاهين ليست لديه أي خبرة في الإخراج لكنه مصور جيد فقط، حاولت أن تقنع زوجها بأن تعمل معه لكنه رفض بإصرار حتى انفصلت عنه وتزوجت مرة ثانية وسافرت إلى أميركا لمدة 30 عامًا.
وبعد أن عادت في العام 2000 جاء لها يوسف شاهين وخالد يوسف لكي تقوم ببطولة أحد الأعمال وتحقيق حلمهما المشترك، لكنها رفضت العمل، الأمر الذي سبب صدمة ليوسف شاهين ومات وهو غاضب منها!
منافسات وأحقاد وأصدقاء
وتتابع المؤلفة أن حياة الفنانة لبنى عبدالعزيز لم تكن وردية كما يعتقد البعض، إذ كانت لها منافسات وأحقاد من كثير من النجمات، إلا أن الفنانة رفضت الحديث عن نجمات جيلها بطريقة سيئة، كما كانت لها علاقة وطيدة مع كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم.
ومن أقرب الأصدقاء إلى قلب الفنانة هو الفنان سمير صبري الذي كتب مقدمة الكتاب، أيضًا مفيد فوزي وأحمد إحسان، نجل إحسان عبدالقدوس، كونها الصديق المقرب له ووالده هو مكتشفها.
الاعتزال
ومن أسرار الماضي إلى الحاضر، شاركت الفنانة بعد عودتها من أميركا في العديد من الأعمال منها "عمارة يعقوبيان" و"جدو حبيبي" مع الفنان الراحل محمود ياسين.
وعن إعلان لبنى عبدالعزيز اعتزال الفن، قالت هبة إن الفنانة ترفض تلك الفكرة، مؤكدة أنه قد يعرض عليها عمل ينال إعجابها، وتجد ما وجدته في أيام الزمن الجميل، وأن ما يعرض عليها في الفترة الحالية لم يكن مناسب لها.
وعن حياتها الاجتماعية حاليًا، توضح المؤلفة أن الفنانة لبني عبدالعزيز ترفض الخروج من منزلها بسبب جائحة كورونا، ويقتصر عدد من يترددون عليها على أربعة أشخاص بأمر الطبيب، وتتواصل هاتفيًا مع ابنتيها المقيمتان في أميركا وتشتاق كثيرًا لرؤية أحفادها، فبسبب حظر الطيران وفيروس كورونا لم تتمكن من السفر إليهم هذا العام.