تزامنا مع مرور الذكرى السادسة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في كوباني على يد مقاتلات ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، بعد مقاومة امتدت لنحو 5 أشهر أمام أعتى قوة إرهابية مدعومة من قبل تركيا، أعلنت سيدة البيت الأبيض ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، إنتاج مسلسل يجسد شجاعة الفتيات الكرديات.
وتعتزم شركة "HiddenLight" التي يمتلكها آل كلينتون، إنتاج مسلسل تلفزيوني عن مقاومة الفتيات الكرديات لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بعد شرائها حقوق تحويل كتاب "بنات كوباني.. قصة ثورة وشجاعة وعدالة" للكاتبة الأميركية غايل تزيماش ليمون لمسلسل درامي.
ومن المتوقع أن يحل الكتاب ضمن قائمة أعلى الكتب مبيعا في 2021، بحسب دور نشر ومكتبات عالمية، ويسرد قصص وحكايا مقاومة المقاتلات الكرديات، بشكل توثيقي دقيق، ضد إرهابيي داعش، عبر لقاءات وحوارات مطولة مع عدد كبير منهن .
وصرحت هيلاري كلينتون في بيان: "إن كتاب (بنات كوباني) قصة غير عادية لنساء شجاعات وثائرات، يناضلن من أجل العدالة والمساواة".
وأضافت: "لا يمكننا إلا أن نكون متحمسين للغاية لتقديم هذه القصة الملهمة إلى المشاهدين في جميع أنحاء العالم".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج أفلام عن المقاتلات الكرديات اللائي تحولن لمثال للشجاعة أثار انبهار العالم بأسره، لكن أهمية هذا المسلسل هو أنه سيكون إنتاجا أميركيا، مع ما يحمله ذلك من مغزى لجهة الاحترافية الفنية والبصرية العالية التي يمتاز بها الإنتاج الدرامي والسينمائي في بلاد "العم سام".
وأوردت مجلة "هوليوود ريبورتر" المختصة ببث أخبار عاصمة الفن والسينما الأميركية هوليوود، خبر اعتزام هيلاري كلينتون إنتاج هذا العمل الضخم.
وبحسب النقاد فإن صدور الكتاب الذي سيتحول لمسلسل تلفزيوني، يعد فرصة ذهبية للتعريف أكثر فأكثر بدور النساء والفتيات الكرديات، خاصة وأنهن أصبحن بمثابة أيقونة عالمية في تصديهن الشجاع للدواعش والإرهابيين على اختلاف مسمياتهم، من النصرة إلى ميليشيات "الائتلاف السوري" وهلم جرا.
ويقول المنتج والناقد السينمائي الكردي هاوار مصطفى خان، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية": "تملكني شعور عارم بالفخر والانبهار عندما سمعت هذا الخبر، فأن تبادر وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والسيدة الأولى طيلة دورتي رئاسة زوجها بيل كلينتون، بإنتاج عمل درامي يوثق مقاومة الشعب الكردي ضد الإرهاب وداعميه، ودور المرأة الكردية الريادي فيها، هو محط فخر لنا جميعا كأكراد".
ورغم أن الكتاب والمسلسل يعتمدان مصطلح "بنات كوباني"، لكنه توصيف مجازي ذلك أن المقاتلات الكرديات المشاركات في معركة كوباني توزعن على مختلف المناطق الكردية في سوريا، من مدن منطقة الجزيرة إلى منطقة عفرين، بل وحتى كان ثمة عدد لا بأس به من المقاتلات الوافدات من أجزاء كردستان الأخرى في تركيا وإيران والعراق .
ولا شك أن ما قدمته المقاتلات الكرديات من ملاحم مقاومة بطولية في الحرب على الإرهاب ومرتزقة الاحتلال التركي، خاصة في كوباني، قد بدد الصورة النمطية حول العالم عن النساء في منطقتنا، مما يعد إنجازا تحرريا ليس لنساء كردستان وفتياتها فقط، بل للمرأة الشرقية عموما.
وفي هذا الصدد، يقول موقع دار نشر Random Penguin House الشهير: "بنات كوباني قصة لا تنسى، وتقريبا أسطورية، عن قوة المرأة وشجاعتها.. خاضت الشابات الموصوفات في هذا الكتاب حربا مخيفة ضد رجال متوحشين في ظروف مستحيلة".
وأضاف: "لقد أثبتن ما يمكن للفتيات والنساء تحقيقه عندما تمنحن الفرصة للقيادة، فقدمن درسا في البطولة والتضحية وتحمل المسؤولية".
ويتابع: "بنات كوباني عازمات ليس فقط على هزيمة داعش في ساحة المعركة، بل وتغيير نمط حيوات النساء في المنطقة".