عادة ما تكون ست ساعات كافية لاستكمال عملية نقل أغراض الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، وإخراج ما تبقى من متعلقات الساكنين القدامى. فهذه هي النافذة الزمنية التي يكون فيها الرؤساء مشغولين بمراسيم حفل التنصيب.
بمجرد أن يتسقبل الرئيس المغادر والسيدة الأولى من سيخلفهم ويتوجه الجميع إلى الكونغرس، يتحول البيت الأبيض بجناحيه الشرقي والغربي إلى خلية نحل، فبانتهاء المراسم وعودة الرئيس إلى البيت الأبيض، يجب أن تجد عائلته كل متعلقاتها في الأماكن المخصصة لها.
لكن ذلك لن يحدث هذه السنة بالشكل المتعارف عليه كل أربع سنوات.
فالرئيس ترامب، الذي أعلن أنه لن يشارك في حفل تنصيب بايدن، سيغادر البيت الأبيض، حسب مصادر مطلعة، في التاسع عشر من يناير، مما يمنح العاملين حيزا زمنيا إضافيا للنقل والتنظيف والترتيب.
خاصة وأن السيدة الأولى، ميلانيا ترامب، وحسب عدة مصادر، بدأت بنقل مستلزماتها الخاصة منذ نحو شهرين تقريبا إلى بالم بيتش في فلوريدا، حيث من المفترض أن يقيم الزوج ترامب لاحقا.
كما نقلت الكثير من الأثاث والديكورات إلى المخازن. ويقدر أحد المصادر أن ترامب وعائلته أنهوا توضيب أكثر من نصف الأغراض الخاصة بهم في البيت الأبيض. وبدأت ميلانيا في العملية، حسب المصادر، أياما قليلة بعد يوم الانتخابات.
وقد بدأ الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن بالتنسيق مع البيت الأبيض، بشكل غير مباشر وغير رسمي، تحضيرا لعملية الانتقال.
إذ أكدت مصادر أن كبير حجبة البيت الأبيض، تيموثي هارليت، الذي عينته ميلانيا عام 2017، بعدما كان يعمل سابقا في فندق ترامب بالعاصمة مديرا للغرف، يساعد فريق بايدن.
فالتقليد المعتمد كل أربع سنوات باستقبال السيدة الأولى الحالية لمن ستخلفها والبدء في التنسيق اللوجيستي لعملية الانتقال، لم يحدث ولم تتواصل ميلانيا ترامب بعد مع جيل بايدن.
ولن ينتقل بايدن، الذي سيمضي ليلة التاسع عشر في فندق بالعاصمة، إلى البيت الأبيض، حتى يخضع لعملية تطهير شاملة لفيروس كورونا، قد تصل تكلفتها الإجمالية لنحو نصف مليون دولار أميركي.
وستشمل هذه التكلفة نحو 127 ألف دولار أميركي لعملية تنظيف شاملة ستنفذها شركة من ولاية فرجينيا المحاذية للعاصمة بعد أن استقر العرض عليها.
إضافة إلى 44 ألف دولار لتنظيف سجاد البيت الأبيض، و29 ألفا لتنظيف الستائر، ونحو 115 ألف دولار لشراء واستبدال أرضيات أجزاء معينة من الجناحين الشرقي والغربي، و53 ألفا للطلاء وورق الجدران.
وعادة ما يتكفل موظفو البيت الأبيض، الذين يتراوح عددهم بين 90 و100 شخص بأعمال النظافة والصيانة الصغيرة، لكن فريق بايدن ارتأى أن يتم الاستعانة بفرق خارجية مختصة، للتأكد من تنظيف البيت الأبيض وتعقيمه، بعد أن كان لفترة بؤرة ساخنة لتفشي فيروس كورونا، طالت الرئيس نفسه.
وقالت مصادر مطلعة على خطط الانتقال، إن التكاليف مبررة بالنظر لحجم البيت الأبيض الذي يقدر بحوالي 55 ألف قدم مربع، إضافة إلى الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها كل المؤسسات في ظل انتشار فيروس كوونا.
كما أضاف المصدر، أن المتعاقدين في هذه الحالة يضطرون لدفع أجور إضافية، كما سيحدث مع العمال المكلفين بنقل أغراض عائلة بايدن، إذ ستم دفع نحو 50 ألف دولار إضافي لهم.
ومن بين التحديات التي يواجها سكان البيت الأبيض الجدد، نقل الأجهزة عالية التكنولوجيا، التي لم يكن الرؤساء السابقون يعانون منها.
فعلى سبيل المثال، من غير الواضح ما إذا كان سيتم السماح للشاحنات بنقل دراجة بايدن الرياضية من نوع بيلوتون، من منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير إلى مقر إقامته في البيت الأبيض.
فعادة ما تحتوي هذه الدراجات على كاميرات فيديو تتصل بالإنترنت، وتتطلب فحصا أمنيا مسبقا وتعديلا لربطها بشبكة إنترنت البيت الأبيض.
وقد حصل قسم الأمن التقني التابع للخدمة السرية على المعلومات التقنية الخاصة بجهاز محاكاة للغولف للرئيس ترامب، أشهرا قبل انتقاله إلى البيت الأبيض. لكن ما من معلومات عما إذا كان جهاز الخدمة السرية قد حصل على المعلومات ذاتها لأجهزة بايدن أم لا، في ظل التواصل شبه المنعدم بين البيت الأبيض والفريق الانتقالي للرئيس المنتخب.