أثار المهرجان التونسي "أيام قرطاج السينمائية" في دورته الحادية والثلاثين، الجدل حول إمكانية انطلاقه من عدمه، بسبب ما يراه البعض في مخالفته لقرارات الحكومة التونسية التي فرضت حظر التجول في كامل أنحاء البلاد، ووقف كافة الفعاليات الثقافية والفنية حتى الثلاثين من ديسمبر الجاري.
وحسب تصريح مدير المهرجان، المخرج رضا الباهي، لبودكاست "شريط سينما" على منصات "سكاي نيوز عربية"، فإن "أيام قرطاج السينمائية" سينطلق الجمعة، وسيستمر في الفترة بين 18 إلى 23 ديسمبر، لافتا إلى أنه تم اتخاذ القرار منذ أسبوعين "مع مراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي وبروتوكولات السلامة لكل الحاضرين".
وقال مدير المهرجان: "لن تُؤجل هذه الدورة لأن هنالك مهرجانات أخرى تعتزم الانطلاق قريبا، وحتى أصحاب قاعات السينما سيفتحون أبوابهم لعرض الأفلام قريبا.. وما من مسؤول بإمكانه أن يتخذ قرار إلغاء المهرجان بمجرد كلمة، فالفن أكبر من أي أمر آخر".
ويبدو المشهد مختلفا في هذه الدورة، التي تقرر عرضها تحت شعار "تونس تتنفس فنا وتنفتح به على العالم"، إذ ستكون من دون جائزة "التانيت" الذهبية، ومن دون لجان تحكيم.
وتم اتخاذ القرار بإلغائها، نظرا لعدم تمكن اللجان الدوليين من السفر لتونس بسبب الحالة الوبائية، والخوف من الإصابة بفيروس كورونا.
وعلى ذلك، ستمنح فقط جوائز الشبكة التكميلية المدعومة من عدة جهات محلية ودولية، لمساعدة المخرجين الشبان على استكمال الأفلام.
جديد الدورة
أما عن جديد الدورة الحادية والثلاثين من المهرجان، فيكمن في إنتاج 6 أفلام تم اقتباسها من أفلام إفريقية قديمة تم عرضها مسبقا في الـ"جي سي سي"، بالشراكة مع المركز الوطني التونسي للسينما والصورة، لتكون في واجهة العرض يوم الافتتاح في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة.
وتشارك في هذه الدورة أفلام تونسية، من بينها "الوقت الذي مر"، و"على عتبات السيدة"، و"المصباح المظلم"، و"الماند".
والأخير يجمع بين الدراما والكوميديا، وتدور أحداثُه حول مرسال غير متوقع يأتي من خارج البلاد لأهالي المُرسِل، ليغير حياتهم تماما بعد أن كانوا يقيمون في حي شعبي.
وعنوان الفيلم باللغة الفرنسية، يحمل معنى الحوالة البريدية النقدية.. ومن هنا تبدأ الأحداث، حسب تصريح بطلة الفيلم سمر مطوسي، لبودكاست "شريط سينما".
كما يتضمن برنامج المهرجان أيضا عرض مختارات من كنوز السينما العربية والإفريقية من سنة 1960، لتمكين الشباب التونسي من الاطلاع على الموروث السينمائي العربي، إضافة إلى 20 فيلما من المختارات التونسية الحاصلة على التانيت الذهبي أو الفضي أو البرونزي من سنة 1966 حتى 2019.
يذكر أن مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" يعد من أقدم المهرجانات الإفريقية والعربية، إذ تأسس سنة 1966 وكان يُقام في تونس كل سنتين، ليصبح بعد ذلك مناسبة سنوية يكون موعدها مع الجمهور ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام.