رغم تعرضها لانتقادات ودخولها في معارك مع نقابة الموسيقيين، احتلت ما باتت تعرف بـ"المهرجانات" صدارة ترتيب الأغاني التي بحث عنها المصريون خلال عام 2020، وفقا لعملاق محركات البحث "غوغل".
وفي صفحة الأكثر رواجا "الترند" في مصر خلال عام 2020، كشف "غوغل" عن أبرز ما بحث عنها المصريون، من الأغاني إلى المشاهير إلى المسلسلات إلى الأسئلة، وغيرها.
وكانت قائمة أكثر 5 أغان بحثا على "غوغل" في مصر جميعا من المهرجانات، وهي "عود البطل" و"بنت الجيران" و"هلا والله" و"عود البنات" و"شمس المجرة".
ولم تظهر في هذه القائمة أي أغنية تنتمي إلى الأصناف التقليدية التي اعتاد عليها الجمهور.
ويأتي هذا التطور خلال سنة اشتعل فيها الصراع بين مطربي المهرجانات ونقابة المهن الموسيقية التي يترأسها المطرب المعروف هاني شاكر.
والمهرجانات نوع غنائي جديد نسبيا، بدأ في الظهور في مصر خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق الشعبية، وشق طريقه إلى الجمهور العربي عبر الإنترنت ولا سيما "يوتيوب" حيث حقق مئات الملايين من المشاهدات، لكن هاني شاكر والنقابة لا تعتبر "يوتيوب" مقياسا.
الانشار الكبير لهذه الأغاني لم يمنع أيضا من توجيه انتقادات لاذعة لهذا النوع الغنائي، لكون بعضها احتوى على كلمات اعتبرت "بذئية" و"غير معتادة" في المجتمع المصري.
وتقاسمت أغاني حمو بيكا، واسمه الحقيقي محمد محمود، وحسن شاكوش وعمر كمال صدارة هذا الترتيب، باعتبارهم أشهر نجوم المهرجانات في الوقت الحالي، رغم أن جميعهم واجهوا مشاكل مع النقابة هذا العام.
وخلال الشهر الماضي، تفاعل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع فصل جديد من الخلافات بين النقيب ومطربي المهرجانات، إذ صدر ضد بيكا حكم بالحبس عامين في واقعة اعتدائه على النقابة والتهجم على شخص شاكر، ليحاول بعدها بيكا الاعتذار للمطرب والنقابة في أكثر من مناسبة، لكنه لم يتلق أي استجابة من "المهن الموسيقية" حتى الآن.
مؤد وليس مغن
وفي أكثر من لقاء تلفزيوني، يوضح بيكا أنه ومعظم زملائه من مطربي المهرجانات لا يمكن تصنيفهم كمغنيين، لكنهم "مؤدّون"، ويجب معاملتهم على هذا الأساس، إذ يعتبر بيكا أن المهرجانات لا تحتاج للمغني بمفهومه التقليدي.
وأنشأ بيكا شركة فنية لتضم نجوم المهرجانات في مصر، وتنتج لهم أغانيهم بشكل منظم مثل بقية المطربين.
وخلال مقابلة تلفزيونية، أوضح بيكا أن دخوله السجن على خلفية قضيته مع النقابة سوف يتسبب في قطع أرزاق الكثيرين من العاملين معه، وأن "المهرجانات ليست مجرد ظاهرة يمكن منعها"، وأنه لا يقل عن نجوم الصف الأول في مصر مثل عمرو دياب وتامر حسني.
وفي السياق ذاته، وجه بيكا، باسم كل مطربي المهرجانات، رسالة عبر البرنامج إلى نقابة المهن الموسيقية، يطالبهم فيها بالوقوف إلى جانبهم ليستمروا في تقديم أعمالهم من دون أي ضغوط.
وفي المقابل، يرى هاني شاكر (67 عاما)، ومن ورائه نقابة الموسيقيين، أن "المهرجانات أخطر من المخدرات، تفسد الذوق العام ولا تليق بتاريخ مصر الفني".
الفن لا يُمنع
لكن على الجانب الآخر، يعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن نجاح المهرجانات هذا العام "خبر سعيد"، مؤكدا أنه "فن نابع من الشارع المصري فرض نفسه على الجميع ولن يستطع أحد وقف انتشاره".
كما يقول الشناوي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نقابة المهن الموسيقية "تبدد طاقتها لمنع الفن بدلا من المساعدة في زيادة الإنتاج الغنائي المصري بمختلف أشكاله".
وأضاف: "الفن لا يُمنع لكن يقابله فن بديل"، ناصحا النقابة بتقديم فن جيد إذا رأت أن المهرجانات فن سيئ، فـ"لا يمكن لأحد أن يمنع ظهور المهرجانات حاليا مع تفاعل الجماهير معها وزيادة المنصات المتاحة لعرض المنتجات الفنية".
ويلفت الشناوي إلى أن "ما يحدث هذه الأيام مع مطربي المهرجانات يذكره بالمطرب الشعبي أحمد عدوية وبداياته الفنية في وجود عمالقة الغناء المصري، أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وحينها نجح عدوية رغم محاربة البعض له".
و"لم يمنع انتشار عدوية وقتها استمرار نجاح العمالقة"، حسبما يقول الشناوي.
وتابع الناقد الفني: "أتوقع غناء هاني شاكر نفسه مستقبلًا لمهرجان، مع نجاح أقل مما حققه نجوم المهرجانات الحاليين".