مع تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، وتحول بؤرة الوباء إلى أوروبا، حيث اتخذت معظم دول القارة العجوز تدابير وقائية مشددة لوقف تفشي المرض، تواجه صناعة الفنادق أزمة كبيرة بعد اتخاذ السلطات المحلية قرارات الإغلاق والحجر والعزل الصحي.
وفي محاولة لاستغلال الوضع الصحي المتدهور، ومن منطلق "يعرف من أن يؤكل الكتف"، لجأ فندق سويسري إلى التفكير خارج الإطار والصندوق، وانتهاز فرصة تراجع الحجوزات الفندقية.
فقد قدمت سلسلة الفنادق السويسرية الفخمة "لو بيجو" حزمة "حجر صحي" عالية المستوى لضيوفها، تشمل اختبار تشخيص الإصابة بفيروس كورونا الجديدة، وقيمته حوالي 510 دولارات، داخل الغرفة.
وأطلق الفندق الفخم على حزمته الموجهة للأثرياء، اسم "خدمة كوفيد-19"، وتشمل، إلى جانب تقديم وجبات الطعام، الخدمات الطبية الأخرى مثل زيارات الأطباء والرعاية التمريضية على مدار الساعة، وفقا لما ذكره موقع بلومبيرغ الإخباري.
وقال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إدارة فنادق ومنتجعات لو بيجو، ألكسندر هوبنر، إن شقق الحجر الصحي في زيوريخ وزوغ ولوسيرن متاحة مقابل حوالي 200 إلى 800 فرنك سويسري في اليوم، أي ما بين 205 إلى 815 دولارا، في حين تصل تكلفة خدمة الممرضة على مدار الساعة طوال الأسبوع إلى 4700 دولار.
قال هوبنر أن فنادق "لو بيجو" دخلت في شراكة مع خدمة رعاية صحية سويسرية خاصة بهدف تقديم زيارات ممرضة مرتين يوميا مقابل 800 فرنك إضافية يوميا، أو إجراء اختبار فيروس داخل الغرفة مقابل 500 فرنك.
وأوضح هوبنر أن الشركة لم تقدم أي اختبارات لنزلائها حتى الآن.
منذ إطلاق الخدمة الأسبوع الماضي، سجلت الشركة 5 حجوزات لخدمة كوفيد-19 الجديدة حتى الآن.
وأشار هوبنر إلى أن لو بيجو لديها 42 وحدة بالكامل، وأن نحو نصفها يشغلها ضيوف في الوقت الحالي، لكنه أكد أن جميع الوحدات قادرة على العمل بدون موظفين، بما في ذلك تسجيل الوصول، بحيث يكون للعملاء خيار البقاء في عزلة تامة، وبالتالي، فإن الضيوف "لن يحتاجوا إلى مصافحة أي شخص".
يشار إلى أنها مثل معظم الصناعات الخدمية، تعرضت صناعة الفنادق لأضرار كبيرة بسبب إغلاق المطاعم، والأنشطة السياحية والتجمعات الكبيرة التي أمرت بها الحكومة.
وقبل الأزمة كان الفندق يتقاضى ما بين 830 إلى 2000 دولار في الليلة.
وأوضح هوبنر في مقابلة أنه منذ بداية مارس، انخفضت الإيرادات بشكل كبير، الأمر الذي تمخض عنه مثل هذا الرد على الأزمة، مشيرا إلى أنه بعد وصول المرض إلى أوروبا، توقفت الحجوزات التقليدية، لكنه كان يتلقى طلبات جديدة من الأشخاص الذين يريدون مكانا فاخرا للبقاء بعيدا عن تفشي المرض، وتجنب المستشفيات، مع الاستمرار في طهي طعامهم والحصول على الأطباء والرعاية التمريضية .
وتشترط فنادق "لو بيجو" ألا ينتقل أي شخص مريض بالفعل بكوفيد-19 إلى فنادقه، فيما نصح هوبر الزبائن أو الضيوف المرضى بأن "يقيمون في أماكنهم" ويتبعون الإرشادات الحكومية.