بعد سيل من الأسئلة المحرجة للحكومة الإيرانية بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد، التي أطلقها فنان معروف في برنامج على الهواء يذاع بقناة رسمية، لجأت إدارة القناة إلى قطع البث فورا، وفي منتصف الحلقة.
وفي ظل التعتيم الذي انتهجته طهران منذ بداية الأزمة، يبدو أن المخاوف ثارت لدى القائمين على قناة "زنده" التلفزيونية.
وكان الممثل أمير حسين روستامي قد وجه أسئلة محرجة في برنامج تلفزيوني مباشر مساء الاثنين، قائلا: "لماذا تأخرت الحكومة في الإعلان عن تفشي فيروس كورونا المستجد؟ لماذا لم يتم عزل مدينة قم التي كانت مركز تفشي المرض؟ لماذا استمرت الرحلات الجوية لشركة (ماهان إير) إلى الصين؟".
لكن مقدم البرنامج حاول التخفيف من حدة تصريحات ضيفه أثناء الحلقة، قائلا إن "تلك الأسئلة خاصة بك ، لكن روستامي رد بسرعة مؤكدا أن "تلك التساؤلات تدور في ذهن حوالي 80 مليون إيراني".
كما دعا روستامي رئيس السلطة القضائية في البلاد إلى رفع الحظر المفروض على تطبيق التراسل "تلغرام"، مشددا أن يمكن أن يكون مفيدا للتواصل بين المواطنين والأطباء، بما يساعد في وقف تفشي الوباء.
وحاول المضيف مقاطعة روستامي عدة مرات لكن الممثل واصل انتقاده لعدة دقائق، قبل أن يتم قطع بث البرنامج بفاصل إعلاني بطريقة مفاجئة، بحسب فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووفقا لبعض المشاهدين الذين حضروا تلك الحقلة، فقد جرى طرد الفنان الإيراني من الاستديو قبل عودة البث، فيما قال المذيع بلهجة اعتذار إن برنامجه يهدف إلى تسلية الناس وإضحاكهم، وإن الأسئلة التي طرحها روستامي يمكن طرحها والإجابة عليها عبر نوعية أخرى من البرامج.
وفي حين أشاد العديد من مشاهدي التلفزيون الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي بروستامي لتقييمه "الصادق" للوضع، انتقده بعض المتشددين بسبب تعليقاته، واتهموه بـ"إهانة جميع أركان النظام"، وهي تهمة يمكن أن تجلب له المحاكمة والسجن.
وتوقع بعض مشاهدي التليفزيون الإيراني بشكل ساخر، أن يجري في وقت لاحق بث اعترافات قسرية لروستامي يبدي خلالها الندم على ما قاله، وأنه فعل ذلك بسبب "عمالته لجهات أجنبية".
وفي سياق متصل، قال محمد صادق جوادي حصار، وهو ناشط سياسي وصحفي سابق، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن احتكار التلفزيون الرسمي للأخبار وبثه تقاريره المتحيزة قوض ثقة المشاهدين به، وجعلهم يفضلون متابعة القنوات الخارجية.
كما كتب رئيس تحرير الصحيفة علي ميرفتة مقالا، أكد فيه ن التلفزيون الإيراني أضر بالمحافظين والإصلاحيين على حد سواء، مضيفا: "لقد خسر التلفزيون المعركة الإعلامية أمام وسائل إعلامية لا تصل مواردها حتى إلى نصف ما لدينا".
واعتبر ميرفتة أن التلفزيون الإيراني "فقد تأثيره على الجمهور".
وترجح المعارضة الإيرانية أن سبب تفشي وباء كورونا في إيران كان تأخر إعلان الحكومة عن ظهور الحالات المرضية، مما كان يمكن أن يهدد إتمام الانتخابات البرلمانية وقتها.
والثلاثاء قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، إن الفيروس قتل 135 شخصا آخرين، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 988 وسط إصابة أكثر من 16 ألف شخص.
يشار إلى أن 9 من كل 10 حالات تقريبا، ضمن أكثر من 18 آلاف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس المستجد في أنحاء الشرق الأوسط منبعها إيران.