زار الأمير البريطاني تشارلز، الجمعة، قبر جدته التي حمت اليهود أثناء الهولوكوست واتسمت حياتها المضطربة بالمنفى والمرض النفسي والإخلاص الديني لخدمة المحتاجين.
الأميرة أليس مدفونة في كنيسة مريم المجدلية الروسية الأرثوذكسية، التي ترتفع قبابها الذهبية من جبل الزيتون، خارج المدينة القديمة للقدس.
وتجول تشارلز حول الكنيسة التي ترجع للقرن التاسع عشر برفقة الأرشمندريت رومان كراسوفسكي، أكبر قيادات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المحلية، والذي قام بالصلاة، فيما قامت راهبات ارتدين الأسود بغناء ترانيم.
ولم يقدم أمير ويلز تصريحات علنية، لكنه أشاد بجدته عشية منتدى الهولوكوست العالمي، الذي يحضره عشرات من زعماء العالم ويتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر أوشفيتس.
وقال تشارلز: "لطالما حظيت بالإلهام من الأفعال الإيثارية لجدتي العزيزة، أميرة اليونان أليس، التي قامت في 1943 في أثينا تحت الاحتلال النازي، بإنقاذ عائلة يهودية من خلال إيوائهم في منزلها وإخفائهم".
واعتبرت الأميرة أليس واحدة من "الصالحين بين الأمم" وهو شرف يسبغه نصب ياد فاشيم على غير اليهود، الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود أثناء الهولوكوست، وأضاف تشارلز أن ذلك مصدر "فخر كبير" له وللعائلة الملكية.
يذكر أن أليس توفيت في قصر بكنغهام في 1969، ودفنت لاحقا في الكنيسة في القدس، وكانت قد طلبت دفنها إلى جوار قريبتها إليزابيث، دوقة روسيا، التي كانت بدورها قد وهبت حياتها لأعمال الخير، وطوبت كقديسة روسية أرثوذكسية، حيث يوجد قبر إليزابيث في الكنيسة ذاتها، إلا أن أليس دفنت في كنيسة صغيرة ملحقة بها.
الحرية والعدالة والمساواة للفلسطينيين
من ناحية ثانية، أعرب الأمير تشارلز، خلال زيارته الأولى إلى فلسطين، عن أمله بأن ينعم الشعب الفلسطيني "بالحرية والعدالة والمساواة".
وقال في كلمة أمام حشد من القيادات الفلسطينية، بمن فيهم رجال دين مسيحيون ومسلمون، الجمعة "لا يمكنني إلا أن أشاطركم وأشاطر كافة الأهالي الصلوات من أجل سلام عادل ودائم، يجب أن نتابع هذه القضية بإيمان وعزم وأن نسعى إلى لأم الجروح التي تسببت في مثل هذه الآلام. أسمى أمنياتي هي أن يجلب المستقبل الحرية والعدالة والمساواة لجميع الفلسطينيين وأن ينعموا بالرخاء والازدهار".
وأضاف تشارلز أن قلبه "يتألم بسبب المعاناة والانقسام المتواصل حتى الآن.. لا يمكن لأي شخص يزور بيت لحم اليوم أن يغفل عن أوجه المشقة المستمرة والوضع الذي تواجهه".
وزار الأمير فيليب قبر جدته أليس في يونيو 2018. وفي زيارة إلى الأرض المقدسة في العام 1994 زرع الأمير فيليب شجرة في ياد فاشيم تكريما لوالدته وزار قبرها.