أرسى "موسم الرياض" السياحي الذي اختتم فعالياته قبل أيام قواعد جديدة للسياحة السعودية بعد إقبال عالمي غير متوقع على فعاليات أكبر موسم سياحي متنوع تشهده منطقة الشرق الأوسط على مدار شهرين.
وخلال فترة انطلاقته وبسبب الإقبال الكبير اضطرت هيئة الترفيه السعودية بقيادة تركي آل الشيخ إلى تمديد الموسم تحت مسمى "شتاء الرياض"، وتوسيع مواقع عدة بسبب اكتظاظ الجمهور والإقبال الكبير على المهرجان داخل وخارج السعودية.
وشهد الحفل الموسيقي العالمي "مدل بيست" إقبالا مذهلا من آلاف الجماهير القادمين خارج المملكة، والذي قاده أفضل فناني "الدي جي" في العالم على مدار ثلاث ليال في منطقة مفتوحة شمالي العاصمة الرياض.
وكان لنظام التأشيرة الجديد الذي شمل عشرات الدول التي يمكن لمواطنيها الحصول على تأشيرات دخول من المطارات السعودية الفضل في الإقبال على موسم الرياض، وهو النظام الذي توجته بنظام تأشيرة المناسبات الذي سيفتح الباب واسعا لشرائح شتى في جميع أنحاء العالم لحضور شتى المناسبات الفنية والرياضية التي تشهدها السعودية على مدار العالم.
وتسعى السعودية إلى تطوير صناعات جديدة لتخفيف اعتمادها على صادرات النفط. وتهدف الإصلاحات الاقتصادية إلى زيادة إجمالي الإنفاق السياحي في البلاد، من المواطنين والأجانب، إلى 46.6 مليار دولار في 2020 مقارنة مع 27.9 مليار دولار في عام 2015.
وتزامنا مع اختتام موسم الرياض، أصدرت الجهات المختصة في السعودية قراراً بالسماح لكافة المقيمين النظاميين في ثلاث دول خليجية بدخول السعودية عبر عدد من المنافذ الحدودية، ومنحهم تأشيرة مجانية بمسمَّى "حضور فعالية"، بحسب ما أوردت صحيفة اليوم السعودية.
وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن الجهات المختصة حددت ثلاثة دول فقط لمنح التأشيرة المجانية لمقيمي ثلاث دول خليجية هي: الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، حيث توافقت هذه الفترة مع الإجازة الأسبوعية الماضية خلال أيام الخميس والجمعة والتي انتهت السبت، فيما تلقت الإدارات ذات العلاقة بهذه المنافذ الحدودية تعميما يقضي بتنفيذ كل متطلبات هذا القرار، ومنح المقيمين النظاميين بهذه الدول الثلاث تأشيرة مجانية لحضور فعالية، وعمل كل التسهيلات اللازمة لخدمة السياح العابرين للمملكة.
وأعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في البلاد سبتمبر الماضي، إطلاق استراتيجية للسياحة، في إطار الإعداد لرؤية 2030 الساعية إلى النهوض بقطاع السياحة الذي يشكل محركا مهما للاقتصاد، في ظل عزم المملكة العربية السعودية على تنويع مصادر دخل البلاد.
منصة الرصد السياحي
وفي المنحى نفسه، أطلقت الهيئة السعودية، المنصة الوطنية للرصد السياحي، حتى تقوم برصد إلكتروني لأنشطة القطاع مثل الحركة السياحية والإيواء.
وبفضل هذا الرصد الإلكتروني، سيكون بوسع المنصة الوطنية أن تكون مركزا معتمدا للبيانات والإحصاءات المتعلقة بالقطاع السياحي في السعودية.
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس الإدارة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أحمد بن عقيل الخطيب، إن هذه المنصة تعود بالنفع على المستثمر وصانع القرار.
ومنحت الهيئة، مهلة 90 يوما للمنشآت السياحية حتى تتم الربط بالمنصة الإلكترونية التي تساعد المستثمرين في بناء خططهم.
وتشهد شتى مناطق السعودية نحو 10 مواسم، أبرزها موسم الرياض وجدة والطائف، إضافة إلى السياحة الدينية، حيث يتوجه الملايين إلى من المسلمين إلى الحرمين الشريفين لأداء العمرة على مدار العام.
وبفضل الإجراءات التي تعتزم السلطات على تطويرها باستمرار لتسهيل السياحة إلى السعودية، فإن خبراء يرون أن المملكة باتت على عتبات وخارطة السياحة العالمية والمنافسة لانتزاع حصة الأسد فيها، وهي إجراءات تمضي جنبا إلى جنب وبتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك للسعودية في المنطقة.
وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية مع وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات على إصدار تأشيرة سياحية مشتركة للمقيمين في البلدين عند الوصول، وبما يسهم في زيادة الحركة السياحية بينهما وتعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني للبلدين.
ووفقًا للإحصاءات الرسمية فيوجد ما يزيد عن 20 مليون مقيم من جنسيات عربية وأجنبية يعملون في البلدين، كما تستقبل الإمارات ما يزيد عن 22 مليون سائح سنويًا وتستقبل المملكة ما يقارب من 20 مليون زائر سنويًا وستمكن هذه التأشيرة من خدمة هذه الأعداد الهائلة بين البلدين.