أخذت الاحتجاجات في لبنان منحى غنائيا، الخميس، حيث طافت مجموعة من النشطاء بالبنوك مؤدية الأغاني للتعبير عن القلق على مصير المدخرات حبيسة النظام المصرفي الذي وجد نفسه عالقا في خضم أزمة اقتصادية تجتاح البلاد.
وبكلمات على إيقاع أغان لبنانية شهيرة، أنشد نحو 5 محتجين يرافقهم عازف أوكرديون عند فروع 3 بنوك لبنانية.
وتقول كلمات إحدى الأغاني "ما فينا نقسط بيوت، نسيتونا طعم النوم".
وتفرض البنوك قيودا صارمة على السحب من ودائع العملة الصعبة وتحجب التحويلات إلى الخارج في إجراءات تستهدف الحيلولة دون نزوح رؤوس الأموال عن بلد يواجه أسوأ أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وقال محمد صباح (29 عاما) وهو مخرج سينمائي شارك بالغناء في احتجاجات اليوم "نواجه قيودا على كم يمكننا أن نسحب الأموال، وهذا الشيء بطبيعة الحال يسبب الكثير من المشاكل لأن كثيرا منا بحاجة أن يسددوا دفعات نقدية، أو لحياتنا اليومية".
وأضاف "القلق الأكبر والدافع الأساسي لعملنا هذا هو وجود أشخاص منا اشتغلوا كل حياتهم وهم يجمعون هذه الأموال. وفجأة لم تعد بين أيدينا".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تشارك التسجيلات المصورة للاحتجاجات على نطاق واسع.
وكان رئيس جمعية مصارف لبنان وصف الشهر الماضي القيود، التي تطبقها البنوك بأنها "سور لحماية النظام" إلى أن يعود الوضع لطبيعته.
وترجع جذور الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى عقود من الهدر الحكومي والفساد، الذي أثقل كاهل البلاد بأحد أضخم أعباء الدين العام في العالم.
وازداد الوضع المالي سوءا منذ أكتوبر، عندما اندلعت احتجاجات غير مسبوقة ضد الساسة الذين يحكمون لبنان رفضا للفساد وسوء الإدارة.