تواجه بريطانيا أزمة كبيرة مصاحبة للجدل المثار بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، إذ كشفت "سكاي نيوز" أن سكان لندن هم من أكثر مستهلكي الكوكايين على مدار أيام الأسبوع مقارنة مع المدن الأوروبية الأخرى.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن قيمة سوق الكوكايين في العاصمة البريطانية لندن بلغت نحو مليار جنيه إسترليني سنويا، وأن كمية الكوكايين النقي المستهلكة بالعاصمة في المتوسط باتت أكثر من برشلونة وأمستردام وبرلين مجتمعة.
وتستهلك لندن يوميا أكثر من نصف مليون جرعة من الكوكايين، تقدر قيمتها في الشوارع بحوالي 2.75 مليون جنيه إسترليني، أي ضعف كمية أي مدينة أوروبية أخرى، وفقا للدراسة.
وأوضح علماء الطب الشرعي في جامعة كينغز كوليدج في لندن بعد فحصهم للمياه الآسنة في شوارع لندن أنهم عثروا على آثار للمركب المنتج لمادة الكوكايين.
ووجد الباحثون أن متوسط الكمية اليومية من الكوكايين النقي المستهلكة في لندن يبلغ 23 كيلوغرام، أي أكثر من المدن الثلاث الكبرى التالية المستهلكة للكوكايين في أوروبا مثل برشلونة (12.74 كغم) وأمستردام (4.62 كغم) وبرلين (4.62 كغم).
ويعني هذا أن استخدام الكوكايين الصافي السنوي في لندن يعادل الآن أكثر من 8 أطنان تقدر قيمتها في الشوارع بأكثر من مليار جنيه إسترليني.
وقال عالم الطب الشرعي في جامعة كينغز كوليدج لندن، ليون بارون، لـ"سكاي نيوز" إن الباحثين وجدوا "تعاطي الكوكايين بشكل مستدام على مدار الأسبوع" في لندن مع "ارتفاع طفيف فقط في عطلة نهاية الأسبوع".
وأضاف: "هذا على عكس المدن الأخرى التي ترى فيها استخداما ترفيهيا ملحوظا في عطلة نهاية الأسبوع".
وتضاعف استهلاك لندن للكوكايين من عام 2011 إلى عام 2015، لكنه انخفض بشكل طفيف منذ ذلك الحين، مما يشير إلى أن سوقها قد يكون مشبعا.
من جانبه، أشار مسؤول أمني إلى أن المزيد من شبكات الجريمة الدولية دخلت السوق وأصبحت أكثر قدرة على المنافسة، بعد أن استطاعت جلب المزيد من "الكوكايين النقي".
وأضاف أن الشحنات القادمة من كولومبيا أصبحت منتشرة بكثرة، بسبب نجاح المهربين في إخفائها في حاويات البضائع المشروعة مثل الخضروات والفاكهة.
وفي السياق، أوضح الخبير البريطاني في مجال الإدمان، غابور ماتي، إن "تعاطي الكوكايين نتاج تجربة طفولة مقترنة بتدهور الظروف الاجتماعية التي تفاقمت هنا في بريطانيا بسبب 3 عقود من انهيار الشبكة الاجتماعية".
وأضاف: "إن الوباء الحالي للكوكايين الذي قد تسميه في المملكة المتحدة هو في الحقيقة ضرر اجتماعي، وهذا مرتبط بالكامل بعوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية أكبر".