أعيد في روما، الأسبوع الماضي، افتتاح قصر الإمبراطور نيرون أو نيرو، المعروف بحسب الأساطير بأنه أحرق روما بينما كان يعزف على القيثارة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية.
وجاء افتتاح القصر في العاصمة الإيطالية روما بعد عقد من أعمال الترميم، لكنه اشتمل هذه المرة على إضافات تكنولوجية، من خلال تزويده بتقنية الواقع الافتراضي، مما يظهر للزائرين والمتفرجين كيف كان عليه القصر إبان مجده.
ويضم القصر، وهو أول قصر للإمبراطور نيرون، وعرف باسم "دوموس ترانزيتوريا"، حماما ونحو 50 مرحاضا، ولم يسبق له مثيل من حيث الفخامة في عصره، بالنظر إلى طبيعة شخصية الإمبراطور نيرون، الذي تصفه بعض كتب التاريخ بأنه كان "مجنونا".
وبني قصر دوموس ترانزيتوريا على "تلة بالاتين" قبل نحو ألفي عام، أو في القرن الأول الميلادي، وكان يحتوي على بحيرة صناعية، ونوافير فقاعية وشلال مائي وكان مزينا بأوراق ذهبية ولوحات جدارية.
وقالت مديرة الموقع ألفونسينا روسو: "بني قصر نيرون الكبير باستلهام من قصر بطليموس في مصر، ويبدو أنه ساهم في زيادة الاستياء ضده في روما".
وبحسب الأسطورة، وربما بسبب النقمة الشعبية ضده، فإن الإمبراطور نيرون كان يعزف على قيثارته فيما النيران تحرق روما في العام 64 بعد الميلاد، وتسببت أيضا بإحراق جزء من قصره.
وكانت أعمال التنقيب والحفريات بدأت في الموقع لأول مرة في القرن الثامن عشر، حيث تمت إزالة معظم التجهيزات والديكور، بينما أخذ دوق بوفورت أعمدة من القصر، ونقلها بعيدا إلى منزله في بادمنتون.
الغريب في أمر القصر هو وجود أكثر من 50 مرحاضا، يعتقد بعض الخبراء أنها كانت مصممة للعبيد الذين كانوا يعملون في مجمع القصر الذهبي "دوموس أوريا".
وتتميز بمقعد رخامي يمتد على الجوانب الأربعة لقاعة المراحيض، مع وجود 50 فتحة للجلوس. وتحت قاعة المراحيض الخمسين، بنحو مترين، ثمة قناة مياه جارية تعمل على التخلص من الفضلات، بينما كانت قناة مياه ضحلة ثانية تمتد على طول الأرض أمام المقعد.
وقال ستيفانو بورغيني، الذي عمل في عملية الترميم، حول سبب وجود هذه القناة الضحلة إن من كانوا يستخدمون المراحيض كانوا يعمدون إلى تنظيف أنفسهم بإسفنجة مثبتة على عصا، ثم ينظفون تلك الإسفنجة في تلك القناة.
وأضاف بورغيني أنه كان من الشائع أن يمضي الرومان وقتا في الدردشة أثناء استخدام هذه المراحيض الكبيرة.