وسط جزيرة صغيرة في النيل بالقاهرة، يعيش رجل يقول إنه أمير مملوكي، وواحد من بين آخر من تبقوا من سلالة المماليك الذين حكموا مصر في زمن مضى.
وللحفاظ على تراث آبائه وأجداده المفترض، بنى نجيب شركس قصرا مميزا وسط جزيرة صغيرة، بهدف "إحياء تراث أسلافه والحفاظ على تاريخهم" حسب تعبيره.
القصر الذي يصل إليه شركس بطريق وحيد هو عبور نهر النيل على متن قارب، يقف شامخا في جزيرة الذهب، يُرى من كل زاوية وصوب، مميزا بعلامات مملوكية على كل جدرانه، بينما تحيط حدائق غناء بمبانيه وبواباته المقوسة.
وإذا كان نجيب يعرف عن نفسه بالأمير، وسليل المماليك الذين يعود حكمهم إلى عدة قرون، فإن عمر قصره لا يتجاوز العشرين عاما، حيث بناه "لإحياء نسب أسلافه الراحلين والحفاظ على تاريخهم".
وخلال لقاء أجرته "رويترز" مع شركس في بيته، قال: "ببناء هذا البيت كنت أريد أن أعيد المجد، لأني هاجرت ولم يعد لدينا شيء في مصر".
ويضيف: "تاريخنا سوف ينسى أو نسي بالفعل، بهذا أنا أحيي تاريخ الممالك" الذين حكموا مصر لأكثر من 260 عاما، وانتهى حكمهم بالغزو العثماني عام 1517.
وبعد أن أنفق أمواله في بناء القصر، يسمح شركس الآن لغرباء من محبي الاطلاع بزيارته، ليبقى السؤال الأهم بشأن حقيقة ما إذا كان هو من أحفاد المماليك في مصر.
ويعلق على هذا الأمر قائلا: "طبعا حقيقي، لكننا لسنا الوحيدين. هناك أكثر من عائلة يرجع تاريخها للمماليك".
ويؤكد شركس أن "جده الأكبر هو الشريف حسن"، وتزاوج أبناؤه مع حفيدات المماليك.