تمثل معارض الكتاب في الوطن العربي أكبر الفعاليات الثقافية زخما، وتعد فرصة كبيرة للكتاب والمبدعين لعرض أعمالهم، بينما تسهم الفعاليات الجانبية خلال هذه المعارض في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
وتقيم كل الدول تقريبا معارض للكتب سنويا، وفيما يلي أبرز المعارض في الوطن العربي.
معرض القاهرة للكتاب
يعد معرض القاهرة للكتاب أحد أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وقد بدأ في العام 1969، وآنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي.
ويقام المعرض في إجازة نصف العام الدراسية في نهاية شهر يناير، وتحديدا ابتداء من يوم الأربعاء، بأرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة وقاعة المعارض في قاعة المؤتمرات، ومدته الرسمية 12 يوما، لكن يتم مده ثلاثة أيام أخرى نظرا للإقبال الجماهيري الكبير فتكون مدته الاجمالية أسبوعين.
والمعرض فرصة نادره للقاءات الثقافية وتبادل الأفكار، حيث يقصده الآلاف من جميع أنحاء الجمهورية بل ومن الخارج. وهو واحد من أكبر المعارض في العالم والأكبر في العالم العربي وأقدمها كذلك.
وفي عام 2006، أاعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. و يزور المعرض حوالي 2 مليون شخص سنويا.
معرض الرياض للكتاب
تشرف وزارة الثقافة والإعلام على تنظيم معرض الكتاب كل عام، إذ يعتبر من أكبر الفعاليات الثقافية في المملكة، والأكثر مبيعا من بين المعارض العربية، حيث يزور المعرض سنويا ما يزيد عن نصف مليون زائر، وتشارك فيه أكثر من 500 دار نشر عربية وعالمية، ويقدم أكثر من 80 فعالية ثقافية، ويشارك في تنظيمه أكثر من 250 منظما.
ويقام بالتزامن مع المعرض فعاليات ثقافية وندوات أدبية في قاعة خاصة بجانب صالات عرض الكتب، ويعد هذا البرنامج نخبة من المثقفين السعوديين يتم اختيارهم سنويا من مختلف مناطق المملكة.
ويخصص المعرض في كل دورة جناحا خاصا بالفعاليات التي تستهدف ثقافة الطفل.
ويستضيف المعرض في كل عام دولة كضيف شرف ويخصص جناحا مميزا لهذه الدولة لتعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض، وأيضا يكون لها نصيب من الفعاليات والندوات الثقافية المصاحبة للمعرض وضيوف الدورات السابقة.
معرض الشارقة للكتاب
انطلق معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1982 تحت رعاية وتوجيه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، لتصبح إمارة الشارقة منارة للثقافة والأدب على المستوى العربي والعالمي.
ومع مرور الأعوام، سريعا ما تحول المعرض الذي يمتد لأحد عشر يوما إلى احتفالية ثقافية تشارك فيها أكثر من 1500 دار نشر من 64 دولة، ويحضرها أكثر من 1.4 مليون زائر من شتى أنحاء العالم.
وهو ما جعل معرض الشارقة الدولي للكتاب مفخرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد الأعمدة الرئيسية التي ارتقت بها لتصبح الآن عاصمة الثقافة في المنطقة.
معرض أبوظبي للكتاب
أطلق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل، معرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 1981 تحت اسم "معرض الكتاب الإسلامي"، ثم ما لبث أن تحول إلى "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" في عام 1986.
وأقيمت أولى دوراته في مؤسسة قصر الحصن الثقافي قبل أن يصبح حدثا سنويا ثابتا في عام 1993، ونقل إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض عندما بدأ برنامج المحافظة على التراث الثقافي على نطاق واسع في المجمع الثقافي.
وفي عام 2015 احتفل المعرض بيوبيله الفضي بمجموعة من الندوات وحلقات النقاش تحت شعار "الشيخ زايد: نور يضيء المستقبل"، استعادت قبسا من سيرة الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان الشخصية المحورية للمعرض في ذلك العام.
كما سلط المعرض الضوء على الإرث الفكري للشيخ زايد القائم على اعتبار التعليم والثقافة ركيزتين أساسيتين في بناء دولة حديثة قوية وتطوير العلاقات الدولية.
ويحرص المعرض في كل عام على استضافة أهم دور النشر العالمية والإقليمية والعربية، وتنظيم فعاليات بمشاركة كبار صناع النشر في العالم تسهم في تطوير صناعة النشر، وفتح آفاق جديدة للناشرين المحليين والعرب. كما يحرص المعرض في كل دورة على إثراء فضاء العرض ببرامج فكرية وثقافية ذات صلة بالواقع، إلى جانب عروض فنية تجذب الزوار وتشكل قيمة مضافة للحدث.
معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب
يعتبر معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب أحد أكبر المهرجانات الثقافية للكتاب التي تشهدها المملكة المغربية على المستوى الوطني والدولي.
ويقام في 29 من مارس من كل عام لمدة عشر أيام بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تحت إشراف وتنظيم المندوبية العامة للمعارض بالتشارك مع وزارة الثقافة بالمملكة المغربية برعاية الملك محمد السادس.
معرض بيروت الدولي للكتاب
انطلقت أول دورة لمعرض بيروت للكتاب عام 1956، مما يجعله أعرق معارض الكتاب العربية، وعهد بتنظيمه سنويا إلى النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين اللبنانيين.
والمعرض يتيح منصة واسعة لكافة العناوين، ويعد فرصة كبيرة للناشرين والكتاب من داخل وخارج المنطقة العربية.
الصالون الدولي للكتاب بالجزائر
ينظم المعرض في نوفمبر تحت رعاية وزارة الثقافة، ويقام في كل عام في قصر المعارض بالصنوبر البحري في الجزائر العاصمة.
ويجذب المعرض ما يزيد عن مليون زائر على مدار أيامه، ويعد الحدث الرئيسي الذي يشكل رمزا كبيرا لبداية موسم أدبي جديد.
وتعرض في هذا المعرض مؤلفات باللغة العربية والفرنسية، بينما تدعى شخصيات بارزة للمشاركة في مختلف الفعاليات الأدبية داخل المعرض.