أعلن وزير الآثار المصري، خالد العناني، السبت، عن كشف أثري جديد في منطقة تونا الجبل بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا في صعيد مصر.
ويتمثل الكشف الجديد في 8 مقابر داخل آبار دفن تضم 40 تابوتا حجريا، تحتوي على مومياوات لكبار الكهنة في الدولة الحديثة، وهي آبار مصنوعة على الطريقة المصرية القديمة بمنطقة الغوريفة، وتبعد عن منطقة تونا الجبل مسافة 6 كلم شمالا.
ويصل عمق تلك الجبانات من 6 إلى 7 أمتار للوصول إلى غرفة الدفن. ويتضمن الكشف أيضا، أكثر من ألف تمثال صغير ومجموعة من الأواني الفخارية والبرونزية المطعمة بالذهب.
وأشار العناني إلى أن أيدي اللصوص عبثت بهذه المنطقة الأثرية وحاولت إجراء حفريات غير شرعية، لكن الوزارة تنبهت لهذا الأمر وبدأت حفرياتها العام الماضي لتصل إلى هذا الكشف الضخم بجهود مصرية خالصة.
وأكد أيضا أن ما تم اكتشافه هو جزء من آثار ضخمة تضمها هذه المنطقة، مشيرا إلى أنها "تحتاج سنوات من العمل" لاستكمال الكشف.
وأوضح العناني، أن البعثة عثرت علي مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله تحوت، وهو المعبود الرئيسي للإقليم الخامس عشر وعاصمته مدينة الأشمونين.
وأضاف أن إحدى هذه المقابر تخص أحد كبار كهنة تحوت وكان يدعي (حر سا ايسة) وكان يحمل لقب عظيم الخمسة، وهو أحد الألقاب التي كان يلقب بها كبار كهنة تحوت بالأشمونين.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى الوزيري، إن هذا الكشف يعود لعصر الدولة الحديثة، وبداية العصر البطلمي.
وتضم المقبرة 13 مدفنة تم العثور بداخلها على عدد هائل من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفيانس الأزرق، منها أكثر من ألف تمثال كامل ومئات أخرى مكسورة.
كما عثرت البعثة على 4 من الأواني الكانوبية من الألبستر في حالة جيدة من الحفظ ذات أغطية علي هيئة أبناء حورس الأربعة المسؤولة عن حماية أحشاء المتوفي، حسب عقيدة المصري القديم.
ومازالت تحتفظ هذه الأواني بأحشاء المتوفي كما حفر عليها كتابات هيروغليفية لاسم صاحبها وهو المدعو (جحوتى اير دى إس) أحد كبار الكهنة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
كما عثرت علي المومياء الخاصة به مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر وأشرطة من رقائق البرونز المذهب تمثل أبناء حورس، وقناع من البرونز المطلي بطبقة من الجص المذهب، بالإضافة إلى عينين من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، وأربعة جعارين من الأحجار النصف كريمة، أحدها تذكاري حفر علية نقش غائر يحمل عبارة "عام جديد سعيد" إضافة إلى صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة نوت تفرد أجنحتها لحماية المتوفى.
ومن ضمن المكتشفات 40 تابوتا من الحجر الجيري مختلفة الأحجام والأشكال، بعضها يأخذ الشكل الآدمي مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها وهم بعض أفراد من عائلة (جحوتى اير دى إس).
كما تم الكشف أيضا عن مقبرة عائلية أخرى كبيرة تضم عددا من التوابيت الضخمة مختلفة الأشكال والأحجام، بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتى جيدة الصنع وكبيرة الحجم، تحمل أسماء وألقاب أصحابها وهم أيضا يحملون ألقاب الكهنة، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية، التي تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة وما وصل إليه مستوى الفن في تلك الفترة من رقي وازدهار.
ويعد هذا الكشف الأثري الثاني خلال عام 2018 بعد الإعلان عن اكتشاف مقبرة الكاهنة حتبت في منطقة أهرامات الجيزة مطلع فبراير الجاري.