توصلت دراسة علمية إلى تركيبة علاجية يمكنها تدمير خلايا الثدي السرطانية في أقل من أسبوعين، كما بوسعها أن تجبر تلك الخلايا السرطانية على الانكماش قبل إجراء أي عملية جراحية لاستئصال الورم السرطاني أو حتى الخضوع للعلاج الكيماوي.
وفي مؤتمر لسرطان الثدي بأمستردام، أكدت نتائج تجريبية طبية لمعهد أبحاث السرطان في بريطانيا، نتائج مذهلة في فعالية العلاج بمركب عقار هيرسيبتين مع دواء آخر.
ووفقا للدراسة، فإن نحو 66 سيدة مصابة بسرطان الثدي HER2 الإيجابي خضعن للعلاج لمدة 11 يوما بمادة تراستوزوماب ( وهو الاسم العلمي للهيرسيبتين) وعلاج لاباتينيب، مما أدى إلى تقليص الأورام بسرعة كبيرة أو حتى اختفائها لديهن.
وقالت سامية القاضي، الرئيسة التنفيذية لجمعية رعاية مرضى سرطان الثدي: "نتائج الدراسة مذهلة وتظهر أن الجمع بين هذين العقارين لديه القدرة على تقليص سرطان الثدي من نوع HER2 في 11 يوما فقط."
وأضافت القاضي أن الدراسة تفتح الآفاق أمام الأبحاث المستقبلية، موضحة أن العلاج يمكنه أن يجنب بعض المرضى، العلاج الكيميائي والآثار الجانبية المرهقة المترتبة عنه بشكل كامل.
وأشارت إلى أن الدراسة بحاجة إلى تقديم مزيد من الأدلة قبل توفير العلاجات على نطاق واسع، على اعتبار أن عقار (هيرسيبتين) يستخدم سريريا في الوقت الحالي جنبا إلى جنب مع العلاج الكيماوي.
وتم إجراء الدراسة الطبية على 257 امرأة مصابة بسرطان الثدي HER2 الإيجابي بعد فترة قصيرة ما بين التشخيص الأولي وإجراء عملية استئصال للورم الخبيث.
وفي البداية، اختير عدد من المصابات بصورة عشوائية وتم توزيعهن على ثلاث مجموعات؛ إحداها تلقت علاج هيرسيبتين، والأخرى لاباتينيب، والمجموعة الثالثة لم تخضع لأي علاج.
بعد ذلك، خضعت المجموعات الثلاث للعلاج بالعقارين، بعد ظهور أدلة للباحثين من تجارب أخرى تثبت فعالية العلاج بالمركبين الدوائيين مع بعضهما البعض.
وقال البروفيسور آرني بوروشوثام، مستشار الأمراض السريرية في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذه النتائج واعدة جدا إذا ما حققت ذاتها على المدى الطويل ويمكن أن تكون خطوة على الطريق لإيجاد وسيلة جديدة لعلاج سرطان الثدي HER2 الإيجابي ومنح المرضى نوعية أفضل في الحياة."