اكتشف علماء مؤخراً الجينات التي تمنح بعض الحيتان عمرا مديدا يصل إلى 200 عام، ويأمل العلماء في استغلال هذا الاكتشاف من إطالة عمر الإنسان.
فمن المعروف أن الحوت مقوس الرأس، الذي يعيش في المناطق القطبية الشمالية، وقرب جزيرة غرينلاند، يعيش أكثر من 200 سنة دون أن يصاب بأمراض الشيخوخة التقليدية مثل أمراض القلب والسرطان.
العلماء اكتشفوا الجين المسؤول عما وصفوه "تحدي الموت" الذي يتيح للحيتان إصلاح الأضرار في الحمض النووي "DNA"، ويقاوم الطفرات التي تسبب السرطان.
أما هدف العلماء النهائي، بحسب الكاتبة أوليفيا غولدهيل في مقالها بصحيفة "تليغراف" الإنجليزية، فهو دمج هذا الجين بخلايا الإنسان لمساعدته على إطالة عمره.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وفقا للكاتبة: " من يرغب في أن يعيش مثل الحوت مقوس الرأس، أي 200 عام؟".
وتقول غولدهيل إنه على الرغم من أن الإنسان بشكل عام يخشى الموت ويقاومه ويندب الأموات ويحزن عليهم، لكنه بالتأكيد يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأخرى لتأخير الموت.
وتنقل عن الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر قوله: " بأننا نريد حافز الموت ليحفيزنا على القيام بأي شيء، فإذا ما عشنا إلى الأبد فإننا لن نملأ فراغ حياتنا في الحصول على شهادة الدكتوراه والسفر في أنحاء العالم، ولكننا سنمضي العمر ننتظر بكسل الألفية التالية للبدء بتحقيق بعض مبتغانا".
ومع ذلك فإن السنوات المائة والعشرين الأخرى، بافتراض أننا سنعيش 80 عاماً، قد لا تقدم أو تؤخر كثيراً في مجال تحقيق الأهداف، وفقا للكاتبة.
فخلال تلك الأعوام الإضافية، سيكون هناك صراع أجيال، خصوصاً بين خبير بالتكنولوجيا الحديثة وبين من لايعرف عنها سوى النذر اليسير، كما سيكون هناك مشكلات تتعلق بالازدحام في المدن والقرى، مع بدء صراع جديد داخل المنزل بين الأجيال الخمسة التي تعيش فيه.
وتردف: "في وقتنا الحالي، يعاني الناس من مسألة الزواج وتأخره على وجه التحديد، فما بالكم به عندما يكون متوسط عمر الإنسان 200 عام؟".
"وبالطبع ستكون هناك مشكلات تتعلق بالعمل والبطالة والتقاعد، والأخطر أن فترة الطفولة، بكل ما فيها من متاعب، ستمتد إلى ربما 40 عاماً أو أكثر".
وبنظر غولدهيل فإن الحياة حالياً قصيرة، وينبغي على الإنسان أن يستمتع بها ما استطاع إلى ذلك سبيلا.