في خطوة تهدف إلى إعادة تأهيل الأطفال المصابين بالتوحد، طور باحثون وأطباء بولنديون، طريقة علاجية جديدة تساعد المصابين بالتوحد في التفاعل أكثر مع محيطهم، عن طريق لعبة فيديو معززة بشاشات ثلاثية الأبعاد، تحاكي الواقع، بصور ملونة تبعث على البهجة والفرح.
ويأمل المهندسون في معهد "غليفيتش بوليتكنيك" البولندي، أن تكون هذه الطريقة أحد العلاجات الناجحة لمرضى التوحد، مما يمكنهم من التركيز والتفاعل مع الآخرين لاحقا بشكل أفضل.
وقالت بياتا راكزكا، مديرة مدرسة للتوحد: "هذه التكنولوجيا التفاعلية، وهذا الفضاء الثلاثي الأبعاد يجعل عملنا مع الأطفال سهلا جدا، بالتأكيد نحتاج لمزيد من الوقت لنقيم ردود أفعال الأطفال من خلال عواطفهم ومشاعرهم وحتى تواصلهم معنا".
وتعتمد هذه التقنية على نوع من المحفزات العصبية البصرية، من خلال نظارة معينة وقفازين مزودين بمجسات، تعمل مباشرة مع شاشة اللعبة عند تحريكها، ويتم لاحقا قراءة البيانات، التي يرسمها المريض في واقعه المتخيل.
وقال البروفيسور داويد ليريزي من مشفى الجراحة العصبية: "العلاج العصبي البصري والعلاج الفيزيولوجي العصبي من أكثر طرق العلاج دقة وتعقيدا، يعتمد على التقنيات الحديثة وأيضا على إشراك مختلف الحواس، بالتأكيد هذه الطريقة تسمح لنا بمعرفة أدق التفاصيل التي تنتاب مريض التوحد التي يحب أن يراها".
وبفضل هذه التكنولوجيا، يأمل الباحثون وأطباء الأعصاب، أن يصبح الأطفال أكثر انفتاحا، وبالتالي معالجة مشكلاتهم بالطرق الصحيحة.
وبهذا، ينجح الأطباء في تغيير مفهوم إعادة تأهيل الأطفال المصابين بالتوحد، بطريقة تمكنهم من التواصل والتفاعل بكل راحة مع محيطهم.