تقع جزيرة "فِيَلَهَ" جنوبي مصر، شمال سد أسوان في منطقة النوبة، واكتشفت فيها مسلة ساهمت مع حجر رشيد الذي اكتشف شمالي مصر، عند مصب نهر النيل، في فك طلاسم اللغة الهيروغليفية.
إذ نُقش على المسلة والحجر نصوص باللغات الهيروغليفية واليونانية والديموطيقية، وهي اللغة العامية التي كانت تستخدم في مصر الفرعونية.
قام العالم الفرنسي جيان شامبليون بمقارنة النصوص، ومن هنا استطاع فهم اللغة الهيروغليفية، ووضح حجر الأساس لترجمة كافة النصوص الهيروغليفية المنقوشة على جدران المعابد والمسلات والمكتوبة في البرديات.
قبل شامبليون كانت المعلومات العلمية شحيحة جدا عن الفراعنة والحضارة المصرية القديمة والتاريخ الفرعوني، والمعلومات العامة عن هذه الحقبة كانت مستمدة من الحكايات التوراتية أو الأساطير الشعبية عن "المساخيط" التعبير المستخدم قديما في مصر عن الفراعنة اعتقادا من العامة أن هذه التماثيل هي لعماليق عصوا ربهم فسخطهم لأحجار.
علماء وكالة الفضاء الأوربية نجحوا منذ 10 سنوات في إطلاق سفينة فضائية تحمل مكوكا سيهبط على سطح مذنب متحرك في مجرتنا الشمسية، المذنب اسمه P67 ومعروف أن المذنبات في علم الفضاء والفلك تمثل خريطة جيولوجية تمتد لملايين السنيين.
فطبقات المذنبات تكشف العصور والمعادن والغازات المكونة للمجرة، وطريقة التحامها تكشف التغيرات التي مرت على المجرة الشمسية.
ويأمل العلماء أن ينقل لهم المكوك الفضائي صورة علمية واضحة عن طريقة نشأة مجرتنا الشمسية وتاريخها، ما سيقود إلى تفسيرات علمية مبنية على نتائج معملية عن نشأة الكون، ولربما ترجح هذه النتائج إحدى النظريات المشهورة عن نشأة الكون مثل نظرية "الانفجار الكبير" أو تدحضها وتخرج بنظرية جديدة.
عملية إنقاذ معابد "فيله" التاريخية، والأثر الذي تركته المسلة وحجر رشيد في فك طلاسم اللغة الهيروغليفية وإنشاء علم الفرعونيات، ألهما الفريق البحثي الأوروبي، فأطلق على سفينة الفضاء اسم Rosetta وهو الاسم الغربي لحجر رشيد المصري القابع في متحف لندن، كما أطلقوا على المكوك الذي انفصل عن المركبة الفضائية وهبط على سطح المذنب اسم Philae وهو الاسم الغربي لـ "فيله".
وفور هبوط المكوك "فيله" على سطح المذنب P67 ، خرج الفريق البحثي لإعلان ذلك وخلفيتهم صورة بالأقمار الصناعية لمجرى نهر النيل في مصر من أسوان حيث تقع جزيرة فيله، إلى حوض البحر المتوسط الذي يصب فيه نهر النيل حيث تقع مدينة رشيد التي اُكتشف فيها الحجر الشهير.