أثار قرار شركات الاتصالات المصرية بدء طرح الشريحة الإلكترونية "eSIM" للهواتف المحمولة جدلًا كبيرًا بشأن أسعار هذه الشرائح، بالإضافة إلى عدم توافقها مع أغلب أنواع الهواتف التي يحملها المصريون.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير التقني والباحث في الأمن السيبراني أحمد عبدالفتاح، إن تطبيق هذا النظام له مزايا كثيرة، لا سيما مع امتلاك كثير من الأشخاص لأعداد كبيرة من الخطوط للعمل أو للحياة العامة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الشريحة الإلكترونية ستوفر على مستخدمها حمل عدد كبير من الهواتف، إذ يمكن للهاتف الواحد تشغيل ما يتراوح بين 4 و10 خطوط هاتفية من خلالها.
ولكن، وفقًا لعبدالفتاح، يبدو أن مصر ما تزال غير مستعدة لمثل هذا النوع من التقنيات المتقدمة للغاية، أو على الأقل تستعد له وفق إمكانات ضعيفة في حاجة إلى مزيد من التطوير، وهو ما يطرح إمكانية تأجيل طرح هذه الشرائح لمدة طويلة.
تأجيل الطرح.. لأسباب إدارية
وكانت شركات الاتصالات العاملة في مصر، الحكومية والخاصة، قد أعلنت أنها ستبدأ طرح الشرائح الإلكترونية "eSIM" لعملائها في الفروع المختلفة، بداية من اليوم 2 ديسمبر، مع طرحها تجريبيًا في 30 نوفمبر، وهو ما لم يتحقق.
ويوضح الباحث في الأمن السيبراني أن تأجيل الطرح ربما يكون لأسباب إدارية غير تقنية، وربما يكون لمواجهة مشكلات طرأت على أنظمة تشغيل شركات الاتصالات الأربعة العاملة في مصر أو إحداها فقط.
وأكد أن تأجيل استخراج الشرائح الإلكترونية الجديدة قد يمتد إلى نهاية الأسبوع الجاري في حالة وجود مشكلة تقنية تتطلب التعامل معها، وربما يمتد التأجيل لفترة أطول من ذلك في حالة وجود أزمة تتعلق بالإدارات أو لوجستيات الشركات.
تثير قلق المصريين
بدوره، قال مسؤول في إحدى شركات الاتصالات المحلية إن القلق الموجود في الشارع حاليًا مصدره عدم توافق عدد كبير من الأجهزة التي يحملها المصريون مع نظام الشريحة الإلكترونية، إلا أن الشرائح العادية مستمرة ولن تقل كفاءة عملها.
وأردف، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الهواتف التي ستستوردها القاهرة خلال المرحلة المقبلة ستكون مدمجة، عكس ما يُشاع بأنها لن تكون مؤهلة لحمل شريحة عادية، وذلك لإتاحة تشغيل الشريحة التقليدية وأخرى إلكترونية "eSIM".
وتابع: "فريق العمل في إحدى الشركات العملاقة كان يريد جعل استخراج الشريحة الإلكترونية "eSIM" عبر الإنترنت بالكامل، من خلال تسجيل العميل حسابًا جديدًا على موقع الشركة، مع إدخال "سيريال" الشريحة العادية، وطلب استبدالها بأخرى إلكترونية".
إلا أن فريق إدارة المخاطر في هذه الشركة رفض الفكرة، معللًا ذلك بالقلق من احتمال حدوث اختراق أو تسرب بيانات العملاء، لذلك تقرر أن تكون عمليات استخراج الشريحة من خلال الفروع بالكامل لضمان سلامة وتأمين بيانات عملائها.