قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لطموح وحلول المناخ، مايكل بلومبرغ، إن الاتفاق العالمي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، حقق سابقة تاريخية، وهي الالتزام الصريح بالانتقال من الوقود الأحفوري.
وأوضح بلومبرغ في مقال على موقع وكالة بلومبرغ، أنه على الرغم من أن هذا القرار طال انتظاره، فإنه يرسل إشارة قوية للحكومات وقادة الأعمال حول الاتجاه الذي يتوجه فيه العالم، والحاجة إلى التحرك بشكل أسرع بكثير.
وكتب بلومبرغ: "الأفعال أهم من الكلمات، والإنجازات التاريخية الأخرى التي تحققت في قمة المناخ تحمل في طياتها إمكانية الوصول إلى مستوى غير مسبوق من العمل. يعود الفضل في ذلك إلى حد كبير للمشاركة الأكبر من القطاع الخاص والقادة المحليين، وبقوة القيادة من الأعلى، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمون ستيل، ورئيس COP28 الدكتور سلطان الجابر.
واعتبر أن مؤتمر المناخ الأخير "سجل عددا من الإنجازات الكبرى التي يمكن أن تأخذ العالم على طريق رئيسي نحو خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43 بالمئة بحلول عام 2030، وهو ما يقول العلماء إنه ضروري لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية".
وذكر بلومبرغ أهم أمثلة التقدم التي تحققت في COP28:
- تسريع تحول الطاقة
في الاتفاق النهائي، أبدت الدول التزامها بمضاعفة قدرة الطاقة النظيفة العالمية ثلاث مرات، ومضاعفة الكفاءة بحلول عام 2030.
خارج الاتفاقية، التزم عدد أكبر من البلدان بالعمل معا للتخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وهو المصدر الأكبر لانبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم.
- الميثان
عندما يتم إطلاق غاز الميثان، فإن قدرته على حبس الحرارة تزيد بنحو 85 مرة عن قوة ثاني أكسيد الكربون. أكبر مصادر انبعاثات الميثان تشمل التنفيس أو الحرق أو التسرب العرضي من آبار النفط وأنابيب الغاز.
في مؤتمر COP28، تعهدت 50 شركة نفط وغاز بالوصول لمعدل انبعاث الميثان قريبة من الصفر بحلول عام 2030، وينبغي لبقية الصناعة أن تحذو حذوها.
- الصناعة
معظم التقدم في مجال الطاقة النظيفة حتى الآن كان في مجال توليد الكهرباء، ولكن الصناعات الأساسية – مثل الأسمنت والصلب والطيران والشحن البحري - تنتج حوالي 40 بالمئة من الانبعاثات العالمية.
"مسرع التحول الصناعي"، الذي تم إطلاقه في COP28، هو الجهد الأشمل حتى الآن لمواجهة هذا التحدي العالمي.
- التمويل
مكافحة تغير المناخ تتطلب رأس مال أكبر بكثير مما يتم تخصيصه حاليا، وقد قدم مؤتمر الأطراف الأمل بتغيير الحال.
لقد أحدث المقرضون متعددو الجنسيات، مثل البنك الدولي، توجهات جديدة وأبدت التزاماتها بالإصلاح، بما في ذلك استخدام رؤوس أموالها كحافز لتمويلات خاصة للبلدان النامية، والذي يمكن أن يتيح 300 مليار دولار من القروض الجديدة على مدى العقد المقبل.
- الشفافية
أخرج المؤتمر لنا انطلاقة أداة جديدة تضع الأسواق العالمية أمام شفافية أكبر، وهي أداة "صافي صفر للبيانات"، والتي تضع بيانات انبعاثات المؤسسات الكبيرة في مكان واحد للاطلاع والمراقبة.
وختم بلومبرغ المقال قائلا: "بالطبع هناك عمل كبير متبق، فلن يحل مؤتمر مناخي واحد أزمة المناخ، ولكن COP28 وضعنا على طريق واعد نحو تحقيق ذلك، والأمر بيدنا الآن لتحويل الكلمات إلى أفعال.
- القيادة المحلية
لأول مرة، لعبت المدن دورًا رائدًا في مؤتمر الأطراف، فمن خلال قمة العمل المناخي المحلي في COP28، وقعت نحو 70 دولة على مبادرة جديدة لتعزيز التعاون عبر الحكومات الوطنية والمحلية والإقليمية.