وضع عام 2023 البشرية والكوكب أجمع أمام فوهة تقلبات مناخية متطرفة، حكمت علينا بالهلع والترقب الحذر لأي طارئ مناخي.
ففي عام 2022 تسببت درجات الحرارة المرتفعة في وفاة أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا، وفقا لدراسة نشرتها مجلة "نيتشر ميدسين"مؤخرا.
لكن المنافسة بين مناخ العام الماضي وهذا العام, لم تأخُذ بعين الاعتبار عودة ظاهرة "إل نينيو", التي تغيب لسنوات طويلة قد تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات على حد التقريب، وإلا كانت الغلبة قد حسِمت للقب الأشد سخونة لصالح العام 2023.
ما هي ظاهرة إل نينيو؟
إن ظاهرة "ال نينيو" لا تُعد جديدة أبدا، لكن ما استجد هو بطش التغير المناخي الذي أثر فيها وتأثر بها.
فقد عُرفت "ال نينيو" على أنها تيارات مائية تأتي مُحملة بالمياه الحارة من غرب المحيط الهادئ (أستراليا) إلى شرقه (أميركا الجنوبية) وتمتد ذروتها ثم تتضاءل بحلول شهر ديسمبر المقبل حسب ما أكده لنا خبير التغير المناخي والكوارث الطبيعية دكتور بدوي الرهبان في بودكاست صفر كربون.
موجات حر فتاكة في اوروبا
رأى علماء من المعهد الفرنسي لأبحاث الصحة "Inserm"، ومعهد برشلونة للصحة العالمية "ISGlobal" أن أعداد الوفيات من موجات الحر، مرشحة للارتفاع داخل القارة الأوروبية في المتوسط بأكثر من 68000 حالة وفاة كل صيف بحلول العام 2030، وأكثر من 94000 بحلول العام 2040.
جفاف في أستراليا وألسنة لهب تتربص برئة الأرض
أكد خبير التغير المناخي والكوارث الطبيعية دكتور بدوي الرهبان إثر حديثه لسكاي نيوز عربية عبر بودكاست صفر كربون أن أستراليا التي تعد بصدد التعافي من جراح الحرائق التي التهمت غطاءها النباتي بما فيه من نباتات وحيوانات وحتى البشر.. ستعود لتشهد من جديد تصاعد أعمدة الدخان المنبعثة من ألسنة لهب حرائق الغابات التي ستنتج عن شدة ارتفاع درجات الحرارة بسبب "النينيو" وكثرة الجفاف.
عواصف وفياضانات في أميركا الجنوبية
نتاجا لانتشار المياه الدافئة شرقا من غرب المحيط الهادئ, تتحرك السحب مُحملة بهطول الأمطار الغزيرة التي قد تتحول الى فياضانات غريبة عن أرض بعض المدن التي منها ولاية كاليفورنيا وهذا سيغير تماما من ملامح المناخ هناك.