أظهر تقرير المهارات العالمية 2023 الصادر عن "كورسيرا"، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، تبوء دولة الإمارات مكانة رائدة إقليمياً وعالمياً في اكتساب المهارات الرقمية.
ووفقاً للتقرير، احتلت الدولة المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث إتقان إجمالي المهارات، وحصلت أيضاً على المركز الثاني على مستوى العالم في مهارات الأعمال.
وتستند نتائج "تقرير المهارات العالمية 2023" إلى بيانات 124 مليون متعلم في أكثر من 100 دولة استخدموا منصة "كورسيرا" لاكتساب مهارة جديدة خلال العام الماضي.
ويقيّم التقرير ثلاثاً من أكثر المهارات ضرورةً لشغل الوظائف في عصر الاقتصاد الرقمي، وهي مهارات الأعمال، والتكنولوجيا، وعلم البيانات. ويضع التقرير تصنيفات محددة للدول بناءً على النسب المئوية لانتشار المهارات بين كوادرها البشرية، حيث تعبر نسبة 76% وأكثر عن فئة المهارات "الرائدة"، و51% إلى 75% عن فئة "المنافسة"؛ و25% إلى 50% عن فئة "الناشئة"؛ و25% وأقل عن فئة "المتأخرة".
المرتبة الأولى عالميا
ووفقاً للتقرير، فقد سجّل المتعلمون في دولة الإمارات نسبة مرتفعة في إتقان مهارات الأعمال بواقع (99%)، مع توجه كبير لإتقان مهارات التواصل (المرتبة الأولى عالمياً)، والمهارات القيادية والإدارية، ومهارات الموارد البشرية (المرتبة الثانية عالمياً في كليهما).
ومع تسجيلهم نسبة مرتفعة في إتقان المهارات المتعلقة بالقيادة، تواصل هذه المهارات استقطاب اهتمام المتعلمين في دولة الإمارات.
ومقارنة مع المتعلمين في البلدان الأخرى، من المرجح أن يستثمر المتعلمون في دولة الإمارات أكثر في مهارات قيادية مثل تطوير الأفراد، ومهارات التفاوض وحلّ النزاعات، وتنمية القدرات الإدارية. ويمكن أن يشكل التركيز على المهارات البشرية والقيادية عاملاً حاسماً في التغلب على الاضطراب الناجم عن تسارع وتيرة التوجه نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى علم البيانات بوصفه مجالاً حيوياً للنمو وتعزيز مهارات المتعلمين في دولة الإمارات بنسبة (24%)، وذلك بالرغم من تسجيلهم أعلى معدل بمهارات تمثيل البيانات رسومياً بنسبة بلغت (64%). وبالتالي، لا بد من مواصلة الاستثمار والتطوير في مهارات هذا المجال للاستفادة من الفرص المتاحة عبر نشر التقنيات المتقدمة في مختلف القطاعات.
وأوضح تقرير المهارات العالمية 2023 أن القوة الحقيقية للمتعلمين في دولة الإمارات تكمن في إتقان مهارات الأعمال. وباستثناء المحاسبة (35%)، يُظهر المتعلمون كفاءة عالية جداً في جميع مجالات هذه المهارات تقريباً. ويتجلى مسار النمو القوي للدولة في مجال التكنولوجيا في الدرجات العالية التي حازها المتعلمون في مهارات مثل الهندسة الأمنية (90%) وهندسة البرمجيات (88%) وشبكات الحاسوب (97%).
عصر الوظائف الرقمية
وقال جيف ماجيونكالدا، الرئيس التنفيذي لشركة "كورسيرا: "إن ظهور عصر الوظائف الرقمية والعمل عن بُعد قد خلق فرصاً غير مسبوقة للمواهب المحلية للانخراط في سوق العمل العالمية في حال امتلاكهم للمهارات والشهادات المناسبة. يقدم هذا التقرير رؤى عملية حول مشهد المهارات سريع التغير وتوزع المواهب في جميع أنحاء العالم، مما يساعد الحكومات والمؤسسات والشركات على وضع استراتيجيات فعالة لتطوير رأس المال البشري والقوى العاملة".
يصنف التقرير دولة الإمارات في المرتبة 32 عالمياً في إتقان إجمالي المهارات. وتضم منصة "كورسيرا" أكثر من 800 ألف متعلم من الإمارات، وهو ما يمثل نسبة 7.98% من السكان في سن العمل في الدولة. ويبلغ متوسط عمر المتعلمين 35 عاماً، 42% منهم إناث و45% يحصلون على تعليمهم عبر الأجهزة المحمولة .
ونما معدل تسجيل المتعلمين من الإمارات لنيل الشهادات الاحترافية من المنصة بنسبة 22%، مع إقبال المزيد منهم على الشهادات التي تؤهلهم لشغل وظائف رقمية. ويتماشى هذا التوجه مع مواصلة الدولة الاستثمار في رأس المال البشري في إطار "مبادئ الخمسين" التي تهدف إلى جذب المواهب والاحتفاظ بالمتخصصين والاستمرار في تنمية المهارات لدعم تطور وازدهار الدولة.
أبرز نتائج التقرير
يظهر تقرير المهارات العالمية 2023 أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يوجد أكثر من 7.2 مليون متعلم منها على منصة "كورسيرا"، هي أكثر إتقاناً لمهارات الأعمال بنسبة (52%)، مع وجود فرص لتحسين الاستثمار في تطوير مهارات التكنولوجيا (28%) ومهارات علم البيانات (25%).
وبحسب التقرير، تتصدر دولة الإمارات معدلات إتقان مهارات الأعمال في المنطقة بنسبة (99%)، تتبعها عُمان (97%)، والبحرين (90%)، والسعودية (81%)، وقطر (78%). وشكلت مهارات التكنولوجيا فجوة في جميع أنحاء المنطقة، حيث حقق المتعلمون في المملكة العربية السعودية أعلى نسبة في هذا المجال من المهارات على مستوى المنطقة (68%).
ووفقاً للتقرير، فإنه ومقارنةً بالمتعلمين من دول ومناطق أخرى، من المرجح أن يستثمر المتعلمون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهارات التسويق مثل وسائل التواصل الاجتماعي (بواقع 1.44 ضعف) والإعلان (1.43 ضعف)، إلى جانب المهارات القيادية مثل بيانات تحليل الأفراد (1.66 ضعف)، والتعلم البشري (1.6 ضعف)، والتأثير (1.42 ضعف).
ومن المرجح أيضاً أن يستثمروا في مهارات علم البيانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مثل التعلم العميق (1.21 ضعف)، والشبكات العصبية الاصطناعية (1.2 ضعف)، والرؤية الحاسوبية (1.17 ضعف)، ومهارات التكنولوجيا مثل تقنيات الرسوم الحاسوبية (1.38 ضعف)، والتصميم الجرافيكي (1.31 ضعف) والتصميم التفاعلي (1.15 ضعف).