يعد العرقسوس من أشهر المشروبات التي يستمتع بها المصريون في شهر رمضان، لما له من فوائد كبيرة، إلا أن هيئة الدواء المصرية قد حذرت من الإفراط في تناوله.
وأكدت الهيئة في منشور عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن العرقسوس قد يسبب آثارا جانبية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات البوتاسيوم، وعدم انتظام ضربات القلب، ومشكلات بالولادة وذلك عند تناوله بكميات كبيرة، أو لفترات طويلة من الزمن.
استشاري التغذية العلاجية عماد الدين فهمي، أوضح أنه لا يجب الهلع من تحذير هيئة الدواء المصرية، مشيرا إلى أن العرقسوس شجرة لها جذور وأوراق وثمار، وهي معروفة منذ أكثر من 3 آلاف عام، وقد اعتاد الناس على استخدامها مضيفا أن لها فوائد متنوعة:
• يحتوي العرقسوس على نسبة عالية من الفلافونويدات (بالإنجليزية: Flavonoid) وهي تعد من المواد المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب، كما أنها تعزز من صحة الجهاز المناعي.
• اعتمد الطب البديل على العرقسوس في علاج حالات الكحة والإمساك وقرحة المعدة، والقولون.
• يوصف العرقسوس لبعض حالات التهاب المفاصل، وللسيدات اللاتي تعانين مع انقطاع الطمث.
• يحتوي العرقسوس على فيتامين ب 1 و2 و3 ، فضلا عن الحديد والسلينيوم والزنك.
• كل 100 غرام من العرقسوس يحتوي على قرابة 1350 مللي بوتاسيوم.
أما فيما يتعلق بأضرار العرقسوس وتحذير هيئة الدواء المصرية فأشار عماد الدين فهمي إلى أن:
• المشكلة تحدث عند الإسراف في تناول العرقسوس، فليس هناك ضرر بالنسبة للشخص السليم صحيا الذي يتناول العرقسوس بنسب معتدلة، لأن الجسم قادر على تعويض ما يفقده من بوتاسيوم في هذه الحالة، فجسم الإنسان مصمم لضبط وتعويض ما يحتاجه، وإعادة الأوضاع لمسارها الطبيعي.
• الأزمة تكمن في الإفراط في شرب العرقسوس، خاصة بالنسبة لمرضى الضغط، ومن يتناولون علاجات تعمل على خفض نسبة البوتاسيوم في الجسم، خاصة وأن العرقسوس يقوم أيضا بخفض نسبة البوتاسيوم.
• العرقسوس، بعد شربه وهضمه وتكسيره في الأمعاء تنتج عنه المادة الفعالة والتي تسمى غلايسيريزا غلابرا (بالإنجليزية: Glycyrrhiza Glabra) وهي تقوم بتكسير إنزيم (11 beta hydroxy steroid dehydrogenase)، وهو إنزيم له فائدة في تحويل الكورتيزول إلى كورتيزون.
• عند تكسير الإنزيم يتوقف عن العمل فتزيد نسبة الكورتيزول في الكلى، ما يدفع الكلية لإعادة امتصاص الصوديوم والتخلص من البوتاسيوم، وبالتالي ترتفع نسبة الصوديوم، كما تنخفض نسبة البوتاسيوم.
• انخفاض نسبة البوتاسيوم وارتفاع الصوديوم يؤدي لحدوث أعراض أهمها: خلل في مستوى السوائل بالجسم فتحبس المياه والسوائل والملح بالجسم، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب، ومشكلات بالبول، فضلا عن انخفاض الرغبة الجنسية، كما يمكن أن يؤثر ذلك على الحوامل والأطفال.
• العرقسوس به نسبة كبيرة من البوتاسيوم، لكن عند الإفراط في شربه تخرج منه مادة فعالة تعمل على تكسير البوتاسيوم سواء في الجسم أو في شراب العرق سوس نفسه.
وحول الطريقة المثلى لشرب العرقسوس يوضح استشاري التغذية العلاجية أنه:
• يجب عدم الإسراف في شرب العرقسوس بشكل عام، سواء للمصابين بأمراض مثل الضغط، أو حتى بالنسبة للأصحاء.
• يجب على من يتناولون أدوية خاصة بالضغط تسبب انخفاض نسبة البوتاسيوم في الجسم التقليل من شرب العرق سوس أو الابتعاد عنه تماما.
• بالنسبة للشخص السليم كوب واحد من العرق سوس يكفي، ولا يجب شربه يوميا طوال شهر رمضان، ولكن عند شربه في يوم يجب الاعتماد على مشروب آخر في اليوم التالي، ما يضمن عدم حدوث أي مشكلات صحية.
• القاعدة العامة عدم الإفراط في أكل أو شرب أي طعام أو شراب، سواء العرقسوس أو غيره.