قال علماء إنهم تمكنوا من وضع نموذج يتوقع أين ومتى قد يحدث الزلزال المدمر القادم، بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 22 ألف إنسان حتى الآن.
وطبقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد قام علماء زلازل وإحصائيون في جامعة نورث وسترن الأميركية بتطوير النموذج، الذي يأخذ في الحسبان ترتيب الزلازل السابقة وتوقيتها، عوضا عن الاعتماد فقط على متوسط الوقت بينها.
ويشرح لماذا تميل الزلازل إلى الظهور على شكل عناقيد أو "تكتلات" عنقودية.
وخلص الفريق إلى أنهم وجدوا أن الصدوع بين الصفائح التكتونية لديها ذاكرة طويلة الأمد، مما يعني أن الزلزال لا يطلق كل الإجهاد الذي تراكم على الصدع مع مرور الوقت، الأمر الذي يبقى البعض من الإجهاد بعد الزلزال الكبير ويمكن أن يتسبب بزلزال آخر.
وفي السابق، كان علماء الزلازل يتوقعون أن تحدث مثل هذه الكوارث عند الصدوع بشكل منتظم نسبيا.
وفي الواقع، يمكن أن تحدث الكوارث عاجلا أو آجلا أكثر من المتوقع.
وقال أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة نورث وسترن، سيث شتاين: "النظر إلى التاريخ الكامل للزلازل، عوضا عن الاعتماد فقط على متوسط الزمن والزمن الممتد منذ الزلزال الأخير، سيساعد كثيرا في توقع الزلازل والتنبؤ بها مستقبلا".
وأوضح أنه عندما "تحاول معرفة فرص فريق للفوز بمباراة في لعبة البيسبول، فأنت لا تنظر فقط على أداء الفريق في المباراة الأخيرة ولا متوسط المدى الطويل. إن النظر إلى المباريات التي أجريت أخيرا يمكن أن يكون مساعدا، ويمكننا فعل الأمر بشكل مشابه في الزلازل".
وركز الفريق في دراسته الجديدة، التي لخصت فكرة النموذج، على التحقق من العمليات عند حدود الصفائح التكتونية والتغيرات التي تطرأ على القشرة الأرضية، استخدام مجموعة من الأدوات، بما في ذلك علم الزلازل والجيوديسيا الفضائية (تدرس العناصر المكونة لسطح الأرض والجاذبية من بين أشياء أخرى)، والجيوفيزياء البحرية.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، جيمس نيلي: "الزلازل الكبيرة لا تحدث بشكل منتظم مثل حركة الساعة.. ففي بعض الأوقات نرى عدة زلازل كبيرة تحدث خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، وبعد ذلك تمر فترة طويلة دون أن يحدث شيء".
واعتبر أن النموذج التقليدي لا يمكن أن يتعامل مع مثل هكذا سلوك.
وكان مركز الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الاثنين، في ولاية كهرمان مرعش، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وهي درجة ضخمة للغاية.
وتبع هذا الزلزال مئات الهزات الارتدادية التي وصلت قوة بعضها إلى 6.7 درجة.
ويأمل الباحثون في الدراسة أن يكون النموذج الجديد وسيلة جديدة تساعد العلماء في تطوير أدوات توقع الزلازل، مثل الذي حدث في تركيا وسوريا.
هيئة المسح الجيولوجية تعلق
لكن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أكدت أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل في المستقبل المنظور.
وذكرت أن التنبؤ بالكارثة يتطلب معرفة التاريخ والساعة والحجم والمكان.
وأكدت أن ما بوسع العلماء هو احتساب احتمالات حدوث الزلزال خلال عدد معين من السنوات.