على مدى سنوات طويلة، أكد خبراء التغذية فعالية احتساب السعرات الحرارية لتحقيق الوزن المثالي، لكن فريقا جديدا من الخبراء يدحض هذا المعتقد، ويرى أن حساب السعرات "وسيلة غير مجدية وقد تكون ضارة أحيانا"، خاصة إذا تحولت لهوس يزيد من العبء النفسي على الفرد.
حساب السعرات الحرارية، جهد يراه خبراء التغذية مبالغ به، مما دفعهم لاعتباره "وسيلة قديمة وبالية"، وقد تكون خطيرة في بعض الأحيان.
فمن وجهة نظرهم، حتى لو احتوت أطعمة مختلفة على نفس قيمة الطاقة، فإنها لا تحتوي على نفس الفوائد الغذائية، إذ يتبع ذلك نوعية الطعام.
كما يؤكدون أن الإنسان لا يأكل السعرات الحرارية مباشرة، بل يأكل الطعام ليقوم الجسم باستخراج السعرات الحرارية منه، وفق عمليات التمثيل الغذائي.
واستشهدوا على ذلك بأن امتصاص الجسم لمائة سعرة حرارية من البطاطس المقلية، يفوق بكثير امتصاصه لمائة سعرة حرارية من الجزر.
وأضاف الخبراء المناهضون لعملية حساب السعرات الحرارية، أن ملصقات الأطعمة تحتوي على عدد السعرات، لكنها لا تحدد الكمية التي يمكن للجسم أن يمتصها، فامتصاص الجسم لهذه السعرات مقيد بعوامل أخرى، من بينها عمر الإنسان وجنسه.
كما حذروا من أن حساب السعرات الحرارية "قد يتحول إلى هوس ولا يمكن التوقف عنه بسهولة، ويعرض الإنسان للإصابة باضطرابات الأكل، كفقدان الشهية المرضي، أو فرطها".
وفي هذا الصدد، أوضحت خبيرة التغذية، رزان شويحات، أن "الموضوع لا يتعلق بالسعرات الحرارية التي تدخل أجسامنا أو تخرج منها، لأن هناك عوامل أخرى تؤثر على التمثيل الغذائي بالجسم، مثل الجينات والعوامل النفسية وطبيعة حياة الشخص".
وتابعت: "الأمر لا يتعلق فقط بكمية السعرات الحرارية، وإنما بتأثيرها على أجسامنا، فمثلا السعرات القادمة من السكريات تؤدي لمشاكل صحية أكثر مقارنة بالسعرات التي تأتي من أطعمة أخرى".
واستطردت في حديثها مع "سكاي نيوز عربية: "أخصائيو التغذية يحسبون السعرات، لكن يتم أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل عمر الشخص والوزن الذي يريد الوصول إليه وحالته الصحية، وعلى هذا الأساس يتم تحديد كميات العناصر الغذائية له، من نشويات وبروتينات ودهون وغيرها".
ونوهت شويحات في الوقت نفسه إلى أن "الأشخاص العاديين الذين لا يريدون أن يحسبوا السعرات، من المهم فقط أن يحققوا توازنا بالنسبة لما يأكلونه، من مختلف العناصر الغذائية".
ولفتت كذلك إلى أن حساب السعرات يكون مهما لجهة "المقارنة"، موضحة: "من المهم أن يكونوا واعين بعدد السعرات الحرارية للوجبات، ليتمكنوا من المقارنة بينها واختيار الأفضل. وضروري أن يكونوا قادرين على تحديد مصدر تلك السعرات كذلك".
وتابعت: "بمعنى هل تأتي السعرات من دهون أم سكريات أم بروتينات؟ وهل تعطي فائدة صحية أم لا، حتى نتجنب ما يعرف بالسعرات الحرارية الفارغة.. أي أن تكون مدركا ما إذا كنت تستهلك سعرات حرارية فقط أم أنها تمنحك عناصر غذائية مهمة".