كشف مصدر طبي في مصر عن مستجدات الحالة الصحية للفتاة سحر، التي خضعت لأول عملية لزراعة رئة في البلاد بعد تحضيرات دامت 4 سنوات، في جراحة استغرقت نحو 14 ساعة.
وقال أستاذ أمراض الصدر بالقاهرة مسؤول الفريق الطبي لعملية زراعة الرئة ياسر مصطفى، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن حالة سحر تشهد تحسنا يوما تلو الآخر، لكنها لا تزال في غرفة الرعاية المركزة منذ إجراء الجراحة قبل أيام.
وأوضح مصطفى أن المريضة مرتبطة بجهاز طبي ليكون بديلا للرئة ويمد الجسم بالأكسجين، ويجري التجهيز لفصله عنها في غضون الساعات القليلة المقبلة ليبدأ اختبار الرئة الجديدة.
ماذا حدث؟
• خضعت سحر التي تقارب الثلاثين من عمرها للعملية الأولى من نوعها داخل مستشفى عين شمس التخصصي في القاهرة، حيث تبرع شقيقاها بفصي رئة.
• الشقيقان كامل وجمعة "لم يترددا في التبرع لها بعد معاناتها لسنوات طويلة مع الفشل التنفسي الذي كاد يودي بحياتها" وفقا للطبيب، مشيرا إلى أنهما غادرا المستشفى بعد تحسن حالتهما الصحية.
• أجريت الجراحة داخل 3 غرف عمليات بالتوازي بحضور أطباء من 13 تخصصا، أبرزها أمراض الصدر وجراحة الصدر والتخدير والقلب والأوعية الدموية.
• قالت جامعة عين شمس إن "أكثر من 60 فردا شاركوا في هذا الإنجاز الطبي، الذي بلغت كلفته مليوني جنيه مصري، تحملتها الجامعة بالكامل".
متى تعمل الرئة الجديدة؟
حسب حديث مصطفى، فإن "المريضة بحاجة للاستمرار على جهاز التنفس الاصطناعي لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع".
وأضاف: "نحاول فصل الجهاز حاليا، لكن هذه الحالة لها ظروف خاصة، إذ كانت مصابة بفشل عضلة القلب نتيجة الفشل التنفسي، وظلت لفترة طويلة على الجهاز. سيتم رفعه بعد التأكد من سلامتها على كافة المستويات".
وبشأن الموقف الطبي لأشقائها، أوضح الطبيب أنهما "في حالة مستقرة للغاية، لكنهما بحاجة لفترة تصل إلى 45 يوما قبل بذل أي مجهود بدني".
وسبق أن اعتبر مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين، إجراء أول عملية زرعة رئة بالبلاد بأنه "إنجاز كبير للغاية".
وقال تاج الدين في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هناك جهودا كبيرة بذلت على مدار السنوات الماضية من الكوادر الطبية والعلماء المصريين للوصول إلى هذه اللحظة، التي يتحقق فيها نجاح إجراء زراعات الرئة في مصر".
ووفق مستشار الرئيس المصري للصحة، فقد "أجريت العديد من التجارب الإكلينيكية وسافر عدد من الأطباء إلى الخارج للتدريب ومعرفة أحدث ما توصل إليه العلم في مجال زراعة الرئة، إضافة إلى متابعة الحالات في عيادات متخصصة بمستشفى عين شمس التخصصي، لكون تلك الجراحة معقدة وليست سهلة على الإطلاق"، موجها الشكر للفريق الطبي الذي شارك في الإنجاز.
وأشار إلى أن "الجراحة تجرى عبر التبرع من أحياء للشخص المريض حتى الآن، إذ يتم الحصول على فصين من شخصين مختلفين كمتبرعين، لزراعتهما في المريض الذي يعاني فشلا تنفسيا، وهذا أكثر صعوبة من الحصول على الأعضاء من حديثي الوفاة".