كشفت دراسة حديثة عن وجود محليات اصطناعية في الكثير من الأطعمة التي تدّعي أن كمية السكر فيها قليلة، فيما يحذر العلماء من التغيّرات التي تصيب شهية الإنسان، ودرجة الحموضة في الأمعاء، من كثرة السكر والمحليات في الأطعمة.
ورصد علماء في جامعة ديكن في ملبورن هذه المخاطر، بعدما وجدوا محليات اصطناعية في الكثير من الأطعمة التي تدّعي أن كمية السكر فيها قليلة.
وعلى الرَّغم من محاولة البعض من تقليل استهلاك المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، بهدف اتباع نظام غذائي صحي، إلا أنهم يقعون في الفخ بسبب التحلية الاصطناعية.
ومع محاولة تقليل نسبة السكر المضاف في الأطعمة، ما زال الطعام الذي نستهلكه محلًى، بشكل أكثر من السابق، مما يثير مخاوف بشأن الأجيال القادمة التي تستهلك الأطعمة التي تحتوى على كميات سكر أكثر من اللازم.
وفي هذا السياق، يفيد خبراء في جامعة نورث كارولينا، أن محاولة تقليل كمية السكر المضاف في الأطعمة يعدُّ تحديا كبيرا، لكون الانسان بطبيعته يفضّل الطعام حلو المذاق، لكنّ استهلاكه بدون وجود أي حلول، قد يؤدي الى مشكلات صحية على المدى البعيد.
وأشارت دراسة حديثة، في المجلة الطبية البريطانية، إلى وجود صلة بين المُحليات الصناعية وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ومع ذلك، ما يزال استخدام المحليات الصناعية بكميات محدودة، أفضل من وجود كمية كبيرة من السكر في الأطعمة المستهلكة يوميا، وفق الخبراء.
تزايد مقلق
تقول أخصائية التغذية، فرلان الجميّل، إن الأطعمة التي نتناولها في الوقت الراهن تحتوي بالفعل على كمية عالية من السكر، وهذا الأمر يجعل الجسم في حاجة إلى المزيد، ولو أجرينا مقارنة مع السابق، لوجدنا أن ما نستهلكه اليوم من المادة الحلوة أكبر بكثير مما كنا نستهلكه مثلا قبل عشر سنوات أو نحو ذلك.
وأضاف الجميل في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن السكر كان بمثابة مصدر مهم للطاقة من ذي قبل، لأن الأطعمة لم تكن على درجة كبيرة من الوفرة، في حين تغير الوضع اليوم، فأضحى المستهلك يجد نفسه أمام قائمة طويلة.
ولدى حديثها عن المحليات الاصطناعية، أوضحت الجميل أن كثيرين يلجؤون إليها من أجل تقليل السعرات الحرارية، لكنهم لا يدركون أن الإسراف فس استهلاكها ينذر بالكثير من المخاطر الصحية، لا سيما على المدى البعيد.
وتابعت الأخصائية اللبنانية أن الإفراط في أخذ المحليات الاصطناعية ربما يزيد احتمال الإصابة بسكتات دماغية، أو السكري من جراء إرباك عملية إفراز الأنسولين في الجسم "ليست البديل الصحي الذي يمكن التركيز عليه".
وأوصت الباحثة بالتركيز على تناول أطعمة قليلة السكر، وطبيعية قدر الإمكان، عوض الأغذية التي خضعت للمعالجة، وقالت إن المحليات الاصطناعية تؤثر بشكل مباشر على صحة الأمعاء من خلال إحداث اضطرابات في البكتيريا الضرورية في الجهاز الهضمي لدى الإنسان.