كشفت دراسة أميركية جديدة، أنه يمكن للإقلاع عن التدخين، في سن الخامسة والثلاثين، أن يلغي المخاطر الصحية المصاحِبة له، بشكل شبه كامل، وهو ما يعني الوقاية من اضطرابات صحية خطيرة.
وقال الباحثون إنه إذا أقلع الفرد عن التدخين، قبل سن الخامسة والأربعين، يمكن أن يقلّل الخطر الزائد بالوفاة، بنسبة تبلغ نحو 90 في المائة، بصرف النظر عن سنواته العديدة.
ويقول خبراء إن الإقلاع عن التدخين عمليةٌ صعبة قد تتطلب مساعدة من المهنيين الطبيين.
ووجدت دراسة أميركية حديثة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن ترك التدخين مرتبطٌ بانخفاض معدل الوفيات، لا سيما بين الأشخاص الذين أقلعوا عنه في سن أصغر، فالتدخين يتسبب في تلف الجسم ويزيد من مخاطر تعرّض الأشخاص للعديد من المشكلات الصحية.
ويرتبط تدخين السجائر بزيادة مخاطر الإصابة بـسرطان الرئة والسكتة الدماغية وأمراض القلب.
ونظر الباحثون على وجه التحديد في هذه الدراسة في كيفية اختلاف مخاطر الوفاة المرتبطة بالتدخين، بناءً على العرق والجنس، عبر مراجعةِ بياناتِ أكثرَ من خمسِمائةِ ألف بالغ أميركي، ولاحظوا أن الإقلاع عن التدخين قبل سن الخامسة والأربعين عاما كان مرتبطا بانخفاض بنسبة تسعين في المائة تقريبا من مخاطر الوفيات الزائدة المرتبطة باستمرار التدخين.
كما استنتج الباحثون أن الإقلاع عن التدخين في سن بين 45 وأربعة و60 عاما كان مرتبطا بانخفاضٍ يقارب 66 في المئة من خطر الوفاة المبكرة.
كما أكد الباحثون أن أولئك الذين أقلعوا عن التدخين قبل سن الخامسة والثلاثين تجنبوا جميع مخاطر الوفيات الزائدة المرتبطة بالاستمرار فيه.
حسابات معقدة
يقول رئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى أرباجون في فرنسا، الدكتور وحيد أحمد، أن أضرار التدخين لا تخفى، لأنه يسبب عددا كبيرا من أمراض السرطان، وهذا الأمر يجري التنبيه له منذ مدة طويلة.
وأوضح أن الشخص الذي يبدأ التدخين في مرحلة مبكرة من حياته، كأن يفعل ذلك في الطفولة أو عندما يكون يافعا، يصبح أكثر عرضة لأن يعاني الأمراض الناجمة عن التدخين.
وتابع أن سن بدء التدخين مهم للغاية، كما أنه لا محيد أيضا عن الانتباه إلى وتيرة التدخين أي عدد السجائر التي تم تدخينها، وهذا معناه أن من يدخن بشراهة يزيد الخطر.
واستطرد أنه بعد هذه العوامل المهمة للغاية، يأتي الحديث عن دور الجينات لدى الفرد ومدى قابليته وعرضته لأن يصاب ببعض الأمراض الخبيثة.
وفي تعليقه على الدراسة، يقول الدكتور أحمد إنها نظرية وليست عملية، أي أنها اعتمدت على منهج طرح أسئلة على عينة من الأشخاص، ثم خلصت إلى عدد من النتائج، ثم أوضح أن الثابت في الطب هو أن أضرار التدخين تحصل عن طريق التراكم.