تدق دراسة جديدة جرس إنذار عالمي، تزامنا مع اجتماع قادة العالم في مؤتمر الأطراف الدولية "كوب 27" في شرم الشيخ المصرية، بشأن الجفاف الذي امتد عبر 3 قارات هذا الصيف - أجزاء كبيرة من أوروبا والولايات المتحدة والصين - وأصبح أكثر سرعة بمقدار 20 مرة، بسبب تغير المناخ.
وتسبب الجفاف في تدمير أنهار رئيسية ومحاصيل، وأثار حرائق غابات، وهدد أنواعا من الكائنات المائية، وأدى إلى شح المياه في أوروبا.
ويخصص مؤتمر شرم الشيخ، يوم 14 نوفمبر الجاري، لمناقشة القضايا المتعلقة بالمياه واستدامتها، وندرتها، بالإضافة إلى خطر الجفاف، وتحسين نظم الإنذار المبكر.
وضرب الجفاف مناطق الغرب في الولايات المتحدة، وامتد حتى للأماكن التي يكون الجفاف فيها أكثر ندرة، مثل الشمال الشرقي، فيما شهدت الصين أيضا جفافا غير مسبوق منذ 60 عاما، تاركا نهر "يانغتسي" الشهير بنصف عرضه الطبيعي.
تغير المناخ
ويقول باحثون من مؤسس "World Weather Attribution"، وهي مجموعة تضم علماء من جميع أنحاء العالم يدرسون العلاقة بين الطقس المتطرف وتغير المناخ، إن "هذا النوع من الجفاف لا يحدث إلا مرة واحدة كل 400 عام عبر نصف الكرة الشمالي، بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان".
والآن، يتوقع العلماء تكرر هذه الظروف كل 20 عاما، بالنظر إلى درجة حرارة الأرض الحالية، بسبب النشاط الصناعي.
ويقول عالم المناخ بجامعة كولومبيا والمؤلف المشارك للدراسة، مارتن فان آلست: "الكوارث البيئية مثل الجفاف المنتشر والفيضانات الهائلة في باكستان، هي بصمات تغير المناخ، والتأثيرات واضحة جدا للناس وتضر بشدة، ليس فقط بالبلدان الفقيرة، مثلما حدث في باكستان، لكن أيضا في بعض أغنى أجزاء العالم، مثل غرب وسط أوروبا".
تربة جافة
ولمعرفة تأثير تغير المناخ على الجفاف في نصف الكرة الشمالي، حلل العلماء بيانات الطقس والمحاكاة الحاسوبية ورطوبة التربة في جميع أنحاء العالم، باستثناء المناطق الاستوائية، ووجدوا أن "تغير المناخ جعل ظروف التربة الجافة أكثر صلابة خلال الأشهر العديدة الماضية".
وتم إجراء هذا التحليل بالنظر إلى الاحترار الذي شهده المناخ بالفعل حتى الآن، عند 1.2 درجة مئوية (2.2 درجة فهرنهايت)، لكن العلماء حذروا من أن المناخ سيصبح أكثر احترارا، وقد وضع مؤلفو الدراسة ذلك في الاعتبار.
ويرى عالم المناخ في جامعة زيورخ في سويسرا، دومينيك شوماخر، إنه "مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.8 درجة مئوية، سيحدث هذا النوع من الجفاف مرة كل 10 سنوات في غرب أوروبا الوسطى، وكل عام في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي".
أما فان آلست، فأضاف في هذا الصدد: "إننا نشهد هذه التأثيرات المركبة والمتتالية عبر الكثير من المناطق".