أعاد ما فعله الملياردير الأميركي إيلون ماسك، إلى الأضواء مسألة الخصوصية وقدرة أصحاب العمل على الوصول بسهولة لرسائل وأحاديث الموظفين التي تجري من خلال الأجهزة والبرامج التابعة للشركة.
وقام إيلون ماسك منذ أيام وعبر حسابه على تويتر، باختراق الخصوصية بنشر صورة لمحادثة نصية تعود لأحد موظفي تويتر، جرت عبر تطبيق "سلاك" المستخدم داخل شركة.
والمفارقة أن المحادثة قديمة وجرت قبل إتمام صفقة الاستحواذ، إلا أن ماسك استطاع استرجاعها بسهولة بمجرد أن أصبح المالك.
ورغم أن هدف ماسك من تسريب هذه المحادثة، هو إظهار أن رئيس الحماية والنزاهة بتويتر، يوئيل روث، اعترف أن الشركة استخدمت "مقاييس احتيالية" في الصفقة، إن هذا التصرف أثار الخوف من مسألة قدرة أصحاب العمل على معرفة الأحاديث الخاصة التي يجريها الموظفون عبر أجهزة الشركة، وهو أمر يجهله عدد كبير من الموظفين.
هل هو تجسس أم تساهل من الموظف في حفظ خصوصيته؟
يقول الرئيس التنفيذي لشركة "تكنولوجيا"، مازن دكاش، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "على الموظفين، عند استخدامهم للكمبيوتر أو البرامج العائدة للشركة، ألا يتوقعوا الحصول على الخصوصية التي يتمتعون بها عند استعمالهم لكمبيوترهم الخاص".
ويشرح دكاش ذلك في ثلاث نقطاط أساسية:
- صاحب العمل بإمكانه وبكل سهولة، معرفة ما يفعله الموظف على أجهزة الشركة، إن كان على صعيد رسائل البريد الإلكتروني أو الدردشات أو غير ذلك".
- ما يحتاجه صاحب العمل للوصول إلى هذه المعلومات، هو امتلاكه للتقنية التي تسمح بذلك، وهذا الأمر ليس بصعب، حيث توجد الكثير من الشركات المتخصصة التي توفر برامج مراقبة تقوم بتسجيل ما يجري على أجهزة العمل، ليتمكن مالك الشركة من الاطلاع عليها متى شاء.
- ما جرى في حالة ماسك، يعود لكون تطبيق (سلاك) المستخدم في عالم الأعمال، يتيح للشركات الاحتفاظ ببيانات المراسلات، مثله مثل الكثير من البرامج المستخدمة في أماكن العمل.
لكن أين تكمن المشكلة؟
وفق دكاش، فإن المشكلة الأكبر تكمن في أن كل ما يحصل يكون دون علم الموظف، الذي يبدأ بالتكلم في أمور خاصة وحساسة، لتصب جميع هذه المعلومات في النهاية لدى صاحب العمل.
من جانبه، يقول مطور التطبيقات، هشام الناطور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "على الموظف أن يدرك أن الجهاز الموجود في العمل ليس ملكه، وبالتالي الكلمة الفصل بما يحدث عليه تعود لصاحب العمل".
وينوه الناطور إلى أن "العديد من الشركات الكبرى تستخدم تقنيات وبرامج غير تقليدية، في مراقبة موظفيها، تحت ستار (حماية الأسرار)، لكن ثمة مخاوف من أن تتحول هذه الأدوات لبرامج تجسس على الموظفين".
ويشدد مطور التطبيقات على "ضرورة قيام إدارة العمل بإطلاع الموظفين على حقيقة الوضع، والقول لهم صراحة إن الكمبيوتر الذي يعملون عليه مراقب، وأن تكشف الدافع وراء ذلك".
وفي هذا السياق، ينصح الناطور الموظفين الذين يرغبون في إجراء محادثات تتعلق بحياتهم الشخصية، بـ"استخدام أجهزتهم وهواتفهم الخاصة وليس أجهزة الشركة، منعا لوقوع أية معلومات حساسة تتعلق بحياتهم بين أيدي أصحاب العمل".